السودان: المعارضة تحشد لمسيرتين نحو القصر والبرلمان

الشرطة تفرّق متظاهرين... ووزير الداخلية يقدم تقريراً للبرلمان

نشر في 06-01-2019
آخر تحديث 06-01-2019 | 00:05
جانب من تظاهرات الخرطوم أمس الأول  (مواقع)
جانب من تظاهرات الخرطوم أمس الأول (مواقع)
مع دخول التظاهرات، التي اندلعت احتجاجاً على ارتفاع الأسعار ونقص السيولة وغيرها من المصاعب الاقتصادية، أسبوعها الثالث على التوالي، أطلقت الشرطة السودانيّة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين احتشدوا عقب صلاة الجمعة، أمس الأول، في شوارع الخرطوم وأم درمان حيث هتفوا ضدّ الحكومة التي كانت تعهدت في وقت سابق بإجراءات اقتصادية.

ومن المنتظر أن يُقدم وزير الداخلية أحمد بلال عثمان، تقريراً مفصلاً غداً، الى البرلمان، حول الاحتجاجات الأخيرة.

وأفاد شهود عيان، بأن عشرات من المحتجين رددوا شعارات مناوئة للحكومة بعد خروجهم عقب صلاة الجمعة، من مسجد السيد عبدالرحمن المهدي، الذي يرتبط بـ "حزب الأمة" المعارض في أم درمان قرب العاصمة الخرطوم.

وهتف المحتجون، وغالبيتهم من الشبان، "سلمية سلمية" في إشارة إلى تظاهرتهم و"تسقط تسقط"، تأكيداً لمطالبتهم بتغيير الحكومة، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق الحشد.

وأكدت وكالة "أسوشيتد برس" ان القوى الأمنية السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على آلاف المحتجين الذين خرجوا في 8 أحياء، على الأقل، في العاصمة الخرطوم، ومدينة عطبرة، شمال البلاد.

وفي بيان، أعلن "تجمّع المهنيّين السودانيّين"، وهو واحد من مجموعات المجتمع المدني ويضمّ أطبّاء ومدرّسين وأساتذة ومهندسين وقام بتنظيم عدد من التظاهرات، أنّ الناطق باسمه، محمّد ناجي الأصم، اعتُقل مساء الجمعة، واقتيد إلى جهة مجهولة.

وأصدر "التجمع"، بيانا تصعيدياً، كشف فيه عن مسيرتين حاشدتين، الأولى، اليوم لتسليم مذكرة إلى القصر الرئاسي، والأربعاء المقبل، لتسليم مذكرة أخرى إلى البرلمان، وكلتاهما تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد يوم من دعوة نادرة وجّهها الشفيع أحمد محمد، أول أمين عام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، الخميس الماضي للرئيس عمر البشير "بالتنحي وتشكيل حكومة انتقالية تنقذ بها البلد".

وتأتي دعوة محمد، وهي الأولى من نوعها، بعدما دعت أحزاب المعارضة الثلاثاء الماضي، البشير إلى إقالة الحكومة وتشكيل إدارة انتقالية تحدد موعداً للانتخابات.

وقال الناشط السوداني البراق النذير الوراق، إن قوات الأمن احتجزت نحو ألفي شخص منذ بداية الاحتجاجات. ومن بين المحتجزين نشطاء سياسيون وصحافيون وأعضاء في منظمات المجتمع المدني.

الى ذلك، كشفت صحيفة "المجهر" السودانية أمس، إعفاء وزير الصحة محمد أبوزيد مصطفى من منصبه. وأكدت الصحيفة ان "صراعات كبيرة وسط قيادات وزارة الصحة الاتحادية أدت إلى إعفاء وزير الصحة ووكيل الوزارة عصام محمد عبدالله من منصبيهما".

وأوضحت المصادر نفسها، تعيين الخير النور وزيراً للصحة الاتحادية وتعيين بابكر جابر كبلو وكيلاً للوزارة. وفي واشنطن، وجه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إليوت انجل، رسالة الى وزير الخارجية مايك بومبيو، يطلب من خلالها تقريراً حول ممارسات أجهزة الأمن السودانية ضد المتظاهرين.

واعتبر إنجل أن الأحداث الأخيرة في السودان قد تكون لها تداعيات على المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والتي بدأت في نوفمبر الماضي. وأبدى رئيس لجنة العلاقات الخارجية استغرابه من الموقف الأميركي إزاء ما أسماه التدخل العنيف لقوات الأمن السودانية.

وطلب إنجل من الخارجية تفاصيل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والسودان، وقائمة بالمساعدات الأميركية لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان، إضافة إلى استراتيجية واشنطن فيما يتعلق بالنهوض بالديمقراطية وتشجيع انتخاباتٍ ذات مصداقية في 2020.

back to top