بو عبدالله... لبوا دعوة العالم!
أتوجه بمقالتي هذه مباشرة إلى معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، كونه راعي وحامل ملف الكويت الجديدة أو الكويت الحلم. معالي "بو عبدالله" العالم ينادينا، وجاءتنا فرصة على طبق من ذهب، تتمناها دول منذ عشرات السنين، مثل الشقيقتين مصر والمغرب، وغيرهما دول كثيرة، وبدون أن نسعى لذلك، فالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بنفسه يدعونا إلى إقامة بعض فعاليات كأس العالم 2022 على الأراضي الكويتية.إنها بلا شك فرصة بلاتينية لوضع الكويت على خارطة الفعاليات العالمية، ووجهة للسياحة الشتوية والاستثمار، لن تستطيع حملات بمئات ملايين الدولارات أن تحقق جدواها، ومنذ عدة أشهر دعانا الأشقاء في قطر إلى المشاركة في استضافة جزء من تلك الفعالية العالمية، لكنهم يراعون ظروف الحكومة الكويتية وخططها المستقبلية، ولم يكونوا لحوحين بل قدموا الدعوة وانتظروا الجواب دون رد من الجانب الكويتي.
وأصبح الآن شبه مؤكد أن حسم "الفيفا" للقرار الخاص بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 إلى 48 فريقاً يعتمد بشكل كبير على موافقة الكويت على استضافة جانب من مباريات تلك البطولة. بالتأكيد، تجاهل أو رفض الكويت تلك الدعوة ربما يكون أسوأ قرار تتخذه دولة في العالم، بل إن قبولها سيشكل نقلة اجتماعية واقتصادية للكويت وانفراجة كبيرة من حالة الامتعاض والشكوى التي تعم الشارع الكويتي، وفيما يتعلق بما يروج عن إجبار الكويت على منح الإسرائيليين "فيزا" فورية لدخول البلاد خلال البطولة، فهو غالباً كلام غير دقيق، لأن الولايات المتحدة الأميركية أقامت بطولة كأس العالم 1994، ولم تكن، على سبيل المثال، تمنح الكوبيين سمات لدخولها، وأيضاً لا تمنح الغالبية العظمى من شعوب العالم "فيزا" فورية لدخول أراضيها في مطاراتها. لاشك أن الفترة المتبقية لإقامة البطولة في شتاء 2022، وغالباً في شهر ديسمبر من ذلك العام، هي فترة طويلة يمكن للكويت أن تستعد خلالها، لكن الملف يجب أن يحمله مسؤول كبير، مثل الشيخ ناصر صباح الأحمد، بعيداً عن متاهات الحكومة وقراراتها "السلحفاتية"، خاصة أن البنية التحتية في الكويت بشكل عام جيدة، وربما نكون بحاجة إلى أمرين فقط هما وسائل المواصلات والملاعب الجديدة، أما الفنادق والسكن فيمكن قبل انطلاق البطولة بثلاثة أشهر تحويل عشرات البنايات غير المؤجرة إلى فنادق مؤقتة.أما فيما يخص وسائل النقل فإن مطار الكويت الجديد سيكون جاهزاً للافتتاح قبل إقامة البطولة، وتقع المشكلة فيما يخص وسائل النقل البري، إذ إن نقل آلاف المشجعين عبر وسائل النقل التقليدية لن يكون مجدياً، والمطلوب إنجاز ولو مرحلة واحدة من شبكة مترو الكويت، وهنا نناشد "بو عبدالله" أن يسحب هذا الملف ممن يحملونه في هيئة الشراكة وبلدية الكويت، ويحسم الصراع القائم عليه منذ أن أقره مجلس الوزراء في أكتوبر 2004 وحتى اليوم، وهو يراوح 15 عاماً في دهاليز المكاتب الاستشارية، التي حلبت عشرات الملايين من الدنانير في الدراسات الاستشارية لهذا المشروع الحيوي، ولو تم طرح المناقصة خلال الأشهر القليلة المقبلة فإن أول مراحل مترو الكويت ستعمل خلال 3 سنوات.وفيما يخص الملاعب فإن سحب ملفي تجديد ملعبي صباح السالم في النادي العربي، ومحمد الحمد في نادي القادسية، الجاهزة تصاميمهما منذ سنوات طويلة دون تنفيذ، ونقلهما إلى إشراف معالي النائب الأول على التنفيذ بشكل فوري، وإقامة ملعب دولي في مدينة المطلاع الجديدة، سيجعل الكويت على مستوى رفيع من الاستعداد لاستضافة هذه الفعالية العالمية الأشهر حول العالم، وستكون الانطلاقة الفعلية لـ"الكويت الجديدة"... لذا نتمنى أن يلبي بو عبدالله، ومعه كل الكويتيين، نداء العالم والأشقاء القطريين في استضافة جانب من مونديال 2022.