ضجة بعد إعلان إسرائيل استقبال 3 وفود عراقية

• لا تصويت على الوزارات الشاغرة اليوم
• قوات أميركية تشن مداهمات في الأنبار و«العصائب» تهددها

نشر في 08-01-2019
آخر تحديث 08-01-2019 | 00:04
شبان عراقيون يقدمون عرضاً مسرحياً خلال احتجاج في البصرة قبل أيام	(رويترز)
شبان عراقيون يقدمون عرضاً مسرحياً خلال احتجاج في البصرة قبل أيام (رويترز)
أثار كشف إسرائيل عن زيارة 3 وفود عراقية لها العام المنصرم، آخرها قبل أسابيع قليلة، ردود فعل قوية في بغداد، التي تشهد نقاشاً منذ أيام حول تصريحات وزير الخارجية محمد الحكيم، الذي أعلن دعم بلاده لحل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
بينما لا يزال الجدل بشأن تصريحات وزير الخارجية العراقية محمد علي الحكيم بشأن دعم بغداد حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ساخناً، اذ يمثل الحكيم امام البرلمان غداً لاستجوابه بهذا الشأن، فجرت إسرائيل قنبلة سجالية بإعلانها أن 3 وفود عراقية تضم شخصيات سنية وشيعية زارتها خلال عام 2018.

ودعا نائب رئيس البرلمان العراقي حسن كريم الكعبي، الذي ينتمي الى التيار الصدري المعروف بموقفه المتشدد ضد إسرائيل، أمس، وزارة الخارجية العراقية ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان بـ «التحقيق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقتها، والكشف عن أسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة، خصوصاً اذا كان هناك أعضاء من مجلس النواب».

وأكد أن «قضية الذهاب للأرض المحتلة خط أحمر، ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين في أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها».

من ناحيته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، فرات التميمي، أمس، إن اللجنة التي ستستضيف غداً وزير الخارجية لاستجوابه بشأن حل الدولتين ستطرح على هامش الجلسة قضية الوفود الثلاثة.

لكن التميمي أكد في الوقت نفسه أن «الخارجية ليست الطرف المسؤول عن الزيارة، بل الجهات الامنية وتحديداً جهازي المخابرات والامن الوطني التي عليها نفي أو تأكيد صحة الزيارات»، مرجحاً أن يكون الإعلان الإسرائيلي «جزءا من لعبة لخلق فتنة داخل العراق».

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية كشفت على موقعها في «تويتر» عن زيارة ثلاثة وفود عراقية ضمت 15 شخصاً الى إسرائيل خلال عام 2018 المنصرم، مشيرةً الى أن الزيارة الأخيرة جرت قبل أسابيع قليلة.

وأعلنت الوزارة أن «الهدف من الزيارات هو إنشاء بنية تحتية مستقبلية لعلاقات بين البلدين»، مشددة على أن «الوفود ضمت شخصيات سنية وشيعية لها تأثير في العراق».

وكشفت أن الشخصيات العراقية زارت متحف «ياد فاشيم» لتخليد ذكرى الهولوكوست (المحرقة النازية بحق اليهود)، واجتمعت بأكاديميين ومسؤولين إسرائيليين.

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل. وكان النائب العراقي مثال الآلوسي اثار جدلاً كبيراً بزيارته لإسرائيل مرتين في 2004 و2008، ودعوته إلى علاقات دبلوماسية وتعاون استخباري وعسكري بين البلدين. لكن رغم طرده من «المؤتمر الوطني» بزعامة أحمد الجلبي بعد زيارته الاولى الى

القدس، خاص الآلوسي الانتخابات مستقلاً وفاز بنسبة كبيرة من الأصوات وعاد وكرر الزيارة مرة اخرى بعد 4 سنوات.

وفي 1 يوليو 2008، صافح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الرئيس العراقي جلال الطالباني خلال مؤتمر الأممية الاشتراكية في اليونان. وأثارت قضية رفع أعلام إسرائيل خلال تظاهرات كردية مؤيدة لاستفتاء الانفصال عن العراق الذي جرى في اقليم كردستان في عام 2017 ردود فعل عراقية غاضبة.

في سياق منفصل، أكد ناجي رديس، النائب عن تحالف «سائرون»، الذي يرعاه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أمس، أن الجلسة البرلمانية المقررة اليوم لن تتضمن التصويت على الوزارات الثلاث الشاغرة في حكومة عادل عبدالمهدي وهي العدل والدفاع الداخلية.

وشدد رديس على أن «حسم المناصب الوزارية المتبقية مرهون بموقف رئيس الوزراء من تقديمه لاسماء بديلة عن المطروحة مسبقاً»، وأضاف أن «تحالف الاصلاح والاعمار (الذي يشكل سائرون جزءا منه) مازال متمسكاً بضرورة تقديم شخصيات لم يسبق لها شغل مناصب حساسة في الدولة»، مؤكداً أن المرشح الى وزيرة الداخلية رئيس هيئة الحشد الشعبي مستشار الأمن القومي فالح الفياض «غير قادر تماماً على تولي حقيبة الداخلية وأن العديد من الانتهاكات الأمنية حدثت خلال فترة توليه أحد المناصب الأمنية الحساسة».

ويدعم «تحالف البناء» الذي يضم تحالف الفتح بقيادة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وجزءاً من المحور الوطني الممثل للمكون السني بزعامة خميس الخنجر، ترشح الفياض لحقيبة الداخلية.

مداهمات أميركية

إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية عراقية في محافظة الأنبار العراقية، أمس، بقيام قوات أميركية بمداهمات في صحراء الأنبار الغربية، قرب الحدود السورية، بهدف تأمين مناطق وجودها.

وأشار المصدر الأمني العراقي إلى أن «قوات أميركية مسنودة بطائرات حربية داهمت مناطق صحراء قضاء الرطبة غربي الأنبار، في خطوة تهدف إلى تأمين جميع مناطق وجودها، بالقرب من الشريط الحدودي مع سورية، من خطر استهدافها».

وكان مصدر أمني أعلن قبل أيام وصول معدات عسكرية أميركية إلى قاعدة «عين الأسد» الجوية غربي الأنبار.

«العصائب»

إلى ذلك، هددت ميليشيا «عصائب أهل الحق» العراقية المقربة من إيران، أمس، باستهداف القوات الأميركية في العراق.

وأكدت الميليشيا، التي يتزعمها قيس الخزعلي، أنها «رصدت انتشاراً وتحركات جديدة للقوات الأميركية داخل العراق»، مهددة بـ«ضرب تلك القوات في حال عجزت الحكومة والبرلمان عن التصرف».

وانتقد المتحدث العسكري باسم الميليشيا جواد الطليباوي، تجوال الجنرال الاميركي قبل أيام في شوارع بغداد، بأنه «يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد، وهو تعد وتحد لإرادة الشعب الرافضة لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية».

قائمقام سنجار

الى ذلك، طالب بشار الكيكي، نائب رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي بـ «التدخل لمنع تنصيب سلطة محلية في سنجار بالقوة».

وقال الكيكي في بيان: «نرفض بشدة قيام أشخاص بتنصيب قائمقام جديد لسنجار بالقوة وبمساعدة مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المنضوين في تشكيل الحشد الشعبي، الذين يتواجدون في القضاء دون موافقة الحكومة العراقية، وخلافا للاتفاقيات مع دول الجوار».

وكشف رئيس مجلس محافظة نينوى سيدو جتو، قبل ايام عن قيام اطراف غير شرعية بتشكيل حكومة محلية ومجلس قضاء في منطقة سنجار الحدودية مع سورية، معتبرا ان هذه الخطوة «باطلة ولا يمكن الاعتراف بها».

back to top