الله بالنور : الكويت تستحق منا أكثر من ذلك
ربما سيأتينا الوقت الذي سنسأل فيه: "من هو مو حرامي؟!"، بدلاً من السؤال عمن هو الحرامي؟!عشنا عام 2018 وكل يوم نكتشف فضائح حرامية "أشكال وأرناق" إلى درجة أن العدد بازدياد مهول، هذا غير الغش في المدارس والجامعات وتزوير شهادات أكاديمية، وغير الرشوة التي أصبحت دارجة، وغير انتشار المخدرات بين الشباب.
وصلت أمور التزوير إلى مشروع إنساني وحضاري متعلق بذوي الإعاقة، الذين توفر لهم الدولة تسهيلات عديدة، لأن احتياجاتهم خاصة، ومع ذلك يأتيك مَن يدَّعي الإعاقة ليكسب مساعدات ليست من حقه، مما يعني أنه حتى المشاريع المثالية والحضارية التي نفخر بها يعمل على هدمها مواطنون أصحاء "وعقولهم بروسهم"، لكنها مسخَّرة للنصب والسرقة، التي يعتبرونها شطارة وهذه الأموال من حقهم هم ويستحقونها بالفعل، وهذا يعني أن الأمور ليست "خاربة" على مستوى الحرامية الكبار المعروفين منذ عقود من الزمن، بل إن المجتمع بأغلبيته خارب، لأن الحكومة تساهلت منذ البداية، وتركت أمور الفساد تكبر، والآن تتباهى بأنها تحارب الفساد، والإحالات للنيابة تنشر في الصحف، وتزداد يوماً بعد يوم.لماذا انتهينا من مجتمع حضاري تسوده المحبة والأمانة والصدق إلى مجتمع يميزه ظهور حرامية محترفين لا يحللون ولا يحرمون؟!فيا جماعة، رجاءً، المريض الذي يحتاج إلى علاج هو المجتمع، وليس الفرد فقط، ومن أجل أن يتم ذلك يجب على الجميع احترام القوانين والعودة إلى تاريخ الأمانة والصدق في الكويت، فالكويت التي لم تبخل على شعبها بشيء تستحق منا أكثر من ذلك.