ارتفع التوتر مجدداً على خط العلاقة بين واشنطن وتركيا، بعدما افترقت الأولويات حول كيفية ملء الفراغ الذي ستتركه القوات الأميركية، التي ستنسحب تماماً من سورية.

وانفجرت الخلافات، أمس، خلال زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الذي وصل إلى تركيا قادماً من إسرائيل، حيث واجه كذلك موقفاً إسرائيلياً مرتاباً من تداعيات قرار الرئيس دونالد ترامب.

Ad

ورفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تصريحات بولتون، التي رهن فيها الانسحاب الأميركي من سورية بتعهد تركيا بحماية الأكراد، وضرورة تنسيق مسبق لأي عملية عسكرية لها داخل سورية مع واشنطن.

ووصف إردوغان التصريحات بأنها "غير مقبولة، ولا يمكن التساهل معها"، مؤكداً أن بولتون، وهو أحد أقوى صقور إدارة ترامب، "ارتكب خطأ فادحاً".

ورفض الرئيس التركي استقبال بولتون الذي عقد اجتماعاً مع إبراهيم كالين، مستشار الرئيس التركي، بحضور رئيس الأركان المشتركة الجنرال جوزف دانفورد، وموفد التحالف الدولي والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري.

وشدد كالين، بعد الاجتماع، على أن تركيا تسعى للإشراف على القواعد العسكرية الأميركية في سورية لتسليمها إلى فصائل محلية، مشدداً على ضرورة استرداد واشنطن الأسلحة التي منحتها للأكراد.

وقال إن الانسحاب الأميركي لن يتأخر، ولن يكون بطيئاً، وسيكون من 60 إلى 120 يوماً، خلافاً لتأكيدات ترامب وحديثه المتواصل عن "عملية حذرة وبطيئة".

ونفى كالين تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن تعهّد إردوغان لترامب بحماية الأكراد بعد الانسحاب، مؤكداً أن تركيا لن تأخذ إذناً من أحد لشن عملية عسكرية في سورية.

وتفيد التقارير من واشنطن بوجود ممانعة سياسية وعسكرية لاسترداد السلاح من الأكراد الذين لا يزالون يقاتلون تنظيم داعش حتى الساعة، وسط تعقيدات كبيرة تجعل من المستحيل ضبط الحدود العراقيةـــ السورية، والحؤول دون تحولها مجدداً إلى قاعدة للمتطرفين في حال لم تتوفر قوة محلية قادرة على مقاتلتهم.

ويرى مراقبون عسكريون أميركيون أنه من المستحيل تسليم القواعد الأميركية إلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة، التي تهيمن عليها عناصر كانت تقاتل مع المتطرفين.

جاء ذلك، بينما تحدثت مصادر في واشنطن عن موافقة أميركية على اقتراح كردي سُلّم إلى موسكو بانتشار قوات من الجيش السوري الحكومي على أجزاء من الحدود مع تركيا، وذلك بالتزامن مع بدء الشرطة الروسية تسيير دوريات في منبج.

وبينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزم بلاده وقف العمليات العسكرية في المناطق التي لا تتلقى فيها الولايات المتحدة مساعدات مالية وعسكرية كافية من الدول الغنية والمستفيدة من ذلك، استهل وزير خارجيته مايك بومبيو جولته العربية التي تشمل 8 دول بينها الكويت، بالأردن، حيث بحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي مستقبل منطقة التنف في المثلث الحدودي العراقي الأردني السوري بعد الانسحاب الأميركي، لضمان أمن الأردن، وإنهاء مشكلة مخيم الركبان.

وأكد بومبيو، في مؤتمر صحافي مع الصفدي، أن الانسحاب الأميركي من سورية لن يؤثر على سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً إلى أن "الخطر الأهم في المنطقة هو داعش وإيران وجهود إيران في المنطقة، وسترون في الأسابيع المقبلة أننا سنستمر بالضغط على طهران". وشدد الوزير الأميركي على أن التحالف الدولي ضد "داعش" مازال فعالاً، وأن "التحالف ضد إيران قائم، وليس مجرد تكتيك".