كشفت حكومة الرئيس بشار الأسد، أمس، عن اتصالات مع الجماعات الكردية بشأن التدخل العسكري المحتمل لأنقرة. ووفق نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، فإن الحكومة فعّلت الاتصالات مع الأكراد في ضوء التدخل التركي، مؤكداً أنه لا بديل عن الحوار معهم.

وقال المقداد: «التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة، ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها. وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سورية فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائماً بالتفاؤل».

Ad

وتابع في تصريحات لمجموعة صغيرة من الصحافيين: «نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات»، مضيفاً أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه لا بديل عن ذلك.

وكانت موسكو أعلنت عن تلقيها اقتراحاً كردياً لنشر قوات من الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد في أجزاء من الحدود مع تركيا لتجنب هجوم تركي.

وبينما واصلت موسكو نشر قوات من شرطتها العسكرية في منبج على الحدود السورية التركية لملء الفراغ الأميركي، قالت مصادر في واشنطن، إن الإدارة الاميركية تدعم الاقتراح الكردي، لأنه يجنّب المنطقة عملاً عسكرياً.

وفي حين عبر المقداد عن ثقته في أن القوات الأجنبية ستغادر سورية، صعّد الأكراد لهجتهم تجاه أنقرة وأكدوا استعدادهم لمواجهة قواتها إذا دخلت شمال شرقي سورية.

وقال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، شاهوز حسن: «نستعد لمواجهة تهديدات أنقرة من خلال المقاومة»، مضيفاً أن من الواضح من تصريحات إردوغان الأخيرة أن لديه خطة لغزو المنطقة.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أكد لنظيره التركي إبراهيم كالين، أن الولايات المتحدة ستعارض أي معاملة سيئة من القوات التركية لحلفائها الأكراد. وقال مسؤول أميركي رفيع أن تركيا تعهدت لبولتون بعدم شن أي هجوم في سورية قبل انسحاب القوات الاميركية.

وأوضح المسؤول الأميركي، الذي رافق بولتون ورئيس الأركان الجنرال ​جوزيف دانفورد ومبعوث سورية والتحالف جيمس جيفري خلال زيارة أنقرة أن بولتون لم يعتبر أن رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مقابلته تجاهلاً له لأن خطط إجراء محادثات بينهما لم يتم تأكيدها.

ضغوط وقمة

بدوره، أكد وزير الخارجية مولوود جاويش أوغلو، للبرلمان، أن «واشنطن تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية من بعض الدول وصعوبات في سحب قواتها من سورية، أهمها علاقاتها الحميمة مع وحدات الحماية الشعبية وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين»، مشدداً على أن «تركيا تدعم وحدة سورية ولا تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة في منطقة شرق نهر الفرات وستتغلب على الصعوبات الميدانية فيها».

وإذ أوضح أن تطبيق الاتفاق التركي - الروسي بإدلب لا يواجه مشاكل حالياً، كشف جاويش أوغلو عن تحضيرات متواصلة لعقد قمة ثلاثية تجمع رؤساء تركيا رجب طيب إردوغان وروسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني بموسكو في إطار التنسيق الثلاثي لمسار أستانة.

وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن التحضير مستمر لزيارة إردوغان إلى موسكو في القريب العاجل. وأعلنت الرئاسة التركية في وقت سابق، أنها في يناير الجاري.

بدوره، شكك نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في إمكانية انسحاب واشنطن كلياً من سورية، وسط الظروف الراهنة وسعيها غير المحكوم للسيطرة على العالم، مؤكداً أن الاتصالات الروسية الأميركية لم تنقطع أبداً، وإن لم يتم الإعلان عنها دوماً، لكنها لا تشهد وقفات طويلة.

وفي تطور ميداني، أعلنت حركة أحرار الشام، أبرز فصائل المعارضة، حل نفسها أمس مع تقدم غريمتها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وسيطرتها على أغلب المناطق في ريفي حماة وإدلب وريف حلب الغربي.

وأشار قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير، المدعومة من تركيا، عن اتفاق لإلحاق المنطقة لحكومة الإنقاذ في محافظة إدلب الخاضعة للنصرة إدارياً وخدمياً، وتسليمها السلاح الثقيل والمتوسط وتنسيق الأعمال العسكرية على خطوط المواجهات مع القوات الحكومية تحت إشرافها.

وبعد هذا الاتفاق يبقى أمام النصرة في ريف حماة مناطق سيطرة جيش العزة التابع للجبهة الوطنية. وقال مصدر في السوري الحر، إن «عملية السيطرة على مناطقه مسألة أيام وعلى الأغلب بدون قتال»، متوقعاً التوصل إلى تسوية وخروج من يرغب من عناصر العزة باتجاه عفرين ودرع الفرات.

في المقابل، دعت تركيا فصائل الجبهة الوطنية في إدلب لإعادة ترتيب الصفوف والمحافظة على كيانها، وطلبت تثبيت جيش النصر وجيش العزة كفصائل جيش حر تحافظ على كياناتها في أرياف حماة.