البشير: الانتخابات هي الطريق إلى السلطة... ولن نصبح لاجئين

رقص بالعصا خلال تجمع لأنصاره بالساحة الخضراء... والأمن يقمع تظاهرة مناوئة في أم درمان

نشر في 10-01-2019
آخر تحديث 10-01-2019 | 00:03
البشير يرقص بعصاه في ختام كلمته التي ألقاها أمام مؤيديه في الساحة الخضراء وسط الخرطوم أمس (أ ف ب)
البشير يرقص بعصاه في ختام كلمته التي ألقاها أمام مؤيديه في الساحة الخضراء وسط الخرطوم أمس (أ ف ب)
وسط مطالبات بتنحيه عن الحكم، أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أن الانتخابات هي الطريق الوحيد للسلطة، واصفاً ما يجري من احتجاجات ضده بأنه «مؤامرة تهدف إلى تركيع السودان وتدميره»، مجدداً تحذيره من أن تشهد البلاد ما شهدته دول عربية أخرى محذراً السودانيين من أن يصبحوا لاجئين.
تجمع الآلاف في العاصمة السودانية، أمس، دعماً للرئيس عمر البشير، الذي يواجه منذ أسابيع حملة تظاهرات واحتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد.

وجاء التجمع في الساحة الخضراء وسط الخرطوم، الذي شارك فيه رجال ونساء يدعمون البشير، الذي يحكم البلاد منذ 1989 عقب انقلاب بدعم من الإسلاميين، في حين خرج محتجون مناهضون للبشير في تظاهرة بمدينة أم درمان المجاورة.

وانتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذين حملوا رشاشات، في الساحة الخضراء، بينما وصل الرئيس السوداني مرتدياً سروالاً وقميصاً باللون الكاكي إلى المكان وحيّا أنصاره بعصاه وألقى كلمة فيهم. لكن حصل تشويش على الهواتف النقالة بعد وصوله، وانقطعت الإنترنت.

وكان رجال ونساء وأطفال يحملون لافتات مؤيدة للبشير وصلوا في حافلات منذ الصباح الباكر إلى مكان التظاهرة التي دعت إليها «منسقية أحزاب الحوار الوطني».

وهتف المتظاهرون لدى وصول الرئيس «الله أكبر»، وهتافات أخرى مؤيدة. ورافق الرئيس عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين.

جهات متآمرة

وقال البشير في كلمته: «هناك جهات تتآمر علينا وتسعى لتركيع وإذلال السودان وكسره»، وجدد دعوته لحاملي السلاح بالعودة عما يفعلون، والمساهمة في بناء البلاد من خلال الحوار، لافتاً إلى «أن هناك من لديهم أجندات خارجية ويتم توجيههم من أعداء السودان، ولكن ليس لديهم سبيل. دعموا التمرد وحاربونا وحاصرونا وقصفونا داخل الخرطوم وكل هذا لكي يركع السودان، والسودان لن يركع».

وتابع: «لن يذلونا بحفنة من الدولارات وقمح وبترول وغيره وأخبرونا أن الحكاية بسيطه وبشروط ستحل مشاكل القمح. عزتنا أغلى من كل شي وكرامتنا أغلى من أي دولار ونحن مؤمنون ونؤمن أن الأرزاق بيد الله».

وأضاف: «ما في بعد الحوار الوطني والجلوس للطاولة. القرار هو قرار الصناديق، واللي يختاره الشعب السوداني إحنا وراه».

بتمشو لفين؟

وحذر السودانيين «من أن يصيروا لاجئين»، قائلاً: «الناس في دول ثانية فقدوا الأمن، وجاءوا لبلادنا للبحث عنه. إنتو بتمشو لفين؟ بتصيروا لاجئين؟».

وقال البشير: «نحن نؤكد أن من يريد السلطة مرحب به لكن ذلك لن يتم إلا عن طريق واحد وهو عبر انتخابات حرة ونزيهة». وتابع» «الداير يحكم السودان يرجع للشعب السوداني، ومن يختاره الشعب السوداني سنقف لتحيته طوالي».

وأشاد البشير «بالقوات المسلحة السودانية التي حافظت على البلاد وقدمت الشهداء»، كما قدم التحية «إلى قوات الأمن والشرطة التي تعاملت بشكل حضاري مع المتظاهرين السلميين».

وعبّر البشير عن شكره وامتنانه للدول التي وقفت إلى جانب السودان في ظل الظروف التي تعصف بالبلاد حالياً، وقال: «هناك أصدقاء يهمهم السودان ووقفوا معنا مثل الصين وروسيا والإمارات والكويت وقطر. مهمتنا أن نؤمن الناس والممتلكات ممن يقوم بالتخريب والحرق والتدمير سنحسمه».

وختم كلامه بالقول، إن بلاده «لن تعاني كما حصل مع بعض الدول الأخرى التي انهارت، ورسالتنا لكل من يظن أن السودان سيلحق بالدول الأخرى، نقول لا، فنحن حراس الشعب وحراس ممتلكاته».

وعلى وقع الموسيقى السودانية، رقص البشير بعصاه أمام مؤيديه، الذين صفّقوا له طويلاً.

تظاهرة أم درمان

وتزامنت كلمة البشير مع تظاهرة مناوئة له في مدينة أم درمان، أكبر مدينة في السودان، وتشكل الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، وواجهتها قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع.

وأمس الأول، تحدى الرئيس السوداني معارضيه قائلاً بلهجة ساخرة للمطالبين باستلام الجيش للسلطة: «لا توجد مشكلة إذا جاء واحد بلباس كاكي فلا مانع لدينا».

وأردف في خطاب أمام الجيش في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال البلاد، «أن الجيش إذا تحرك فهو لا يتحرك من فراغ، ولا يتحرك لدعم العملاء، بل يتحرك دعماً للوطن ولحماية مكتسباته».

وفيما أشاعت كلمات الرئيس السوداني ابتسامات واسعة في وجوه من حوله، أقسم البشير بأغلظ الإيمان بأن «الموسيقى إذا صدحت مرة ثانية فكل فأر سيدخل جحره»!

ويأتي خطاب البشير، بعدما تسببت الأزمة الاقتصادية في اندلاع احتجاجات واسعة من السودان، انطلقت في 19 من الشهر الماضي في مدينة عطبرة، مطالبة بضرورة الإصلاح ووضع حد للفساد ومعالجة آثار الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

على صعيد آخر، وافق رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، على مشروع اتفاقية مع السودان بشأن تسهيل إجراءات دخول السفن الحربية إلى موانئ البلدين. وجاء في نص قرار رئيس مجلس الوزراء الروسي: «الموافقة على مشروع الاتفاقية، الذي قدمته وزارة الدفاع الروسية، بشأن اتفاق بين حكومة روسيا الاتحادية وحكومة جمهورية السودان حول تبسيط إجراءات دخول السفن الحربية إلى الموانئ الروسية والسودانية». وأكد مشروع الوثيقة، أنه «في إطار الاتفاق يمكن تواجد عدد لا يزيد على سبعة سفن حربية في وقت واحد، في البحر الإقليمي والمياه الداخلية وموانئ الدولة المستقبِلة».

الرئيس السوداني يشكر الكويت وتركيا وروسيا وقطر والإمارات على دعمه

موسكو تقر اتفاقية لدخول سفنها العسكرية إلى موانئ السودان
back to top