هالة «أبل» تتهاوى في الصين... والشركة تنحو باللائمة على ضعف الاقتصاد لا قوة المنافسين
• يو وانغ أثارت شركة أبل هزة في أوساط المستثمرين الأسبوع الماضي بإعلانها خفض عوائدها المتوقعة بسبب ضعف المبيعات في الصين. وتشكل هذه الخطوة النادرة من جانب عملاقة التقنية بداية ما يمكن أن يتحول إلى هبوط طويل الأجل في أسواق الهواتف الذكية بحسب محللين.
وتتوقع الشركة الآن تحقيق عوائد بقيمة 84 مليار دولار خلال الربع الأول المالي من سنة 2019 بما يقل عن تقديرات سابقة بنحو يتراوح بين 89 مليار دولار و93 ملياراً. وأنحى الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك باللائمة بخصوص ضعف مبيعات الآي فون، وخاصة في الصين، على "تقديرات أبل السابقة". وجاء ذلك في رسالة الى المستثمرين في الثاني من يناير الجاري. ولكن محللين يرون مزيدا من المشاكل في الأفق، فقد يهبط تدفق عوائد أبل بقدر أكبر نتيجة المنافسة الحادة المتزايدة التي واكبها ضعف الطلب وسط المتاعب الاقتصادية للصين.ويقول محلل كاناليز جيا مو، إن "أبل شهدت هبوطاً واضحاً في الشحنات من السنة الماضية، واذا لم تغير الشركة استراتيجيتها فسيكون من الصعب جداً تحقيق أي ربح من الصين".وأقرت كيوبرتينو، وهي الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، بالرياح المعاكسة الكبيرة التي تواجه الشركة. وقبل شهرين قال كوك، إن أداء الشركة في الصين كان "قوياً جداً"، ولكن التباطؤ الاقتصادي هناك قد تأثر بالحرب التجارية مع الولايات المتحدة. ويقول محللون إن المستهلكين المحليين يبتعدون الآن عن شراء مواد غالية أميركية الماركة مثل الآي فون.وتحقق أبل نحو خمس عوائدها من منطقة الصين الأكبر، بحسب بحوث كاونتربوينت، وقالت شركة بحوث السوق، إن أبل شحنت 44.6 مليون وحدة من الصين في العام الماضي، وهذا أقل بنسبة 10 في المئة عن سنة 2017. والأكثر من ذلك أن أجهزة أبل عرضة أيضاً للرسوم الجمركية التصنيعية، لأن منتجاتها تجمع في الصين وتباع على صعيد عالمي، مما يعني أنها ستخضع للتعرفات من أي من الجانبين. وكتب كوك في رسالة الثاني من يناير الجاري يقول: "في حين كنا نتوقع البعض من التحديات في الأسواق الناشئة الرئيسية لم نتنبأ بضخامة خطر التراجع الاقتصادي وخاصة في الصين". ولكن محللين يقولون أيضاً، إن الشركات المنافسة لأبل تمثل التحدي الأكبر. وكانت عملاقة التقنية الأميركية هيمنت منذ زمن طويل على سوق الهواتف المتميزة، ولكن هالتها تبددت مع تقدم ماركات صينية في سلسلة القيمة وإطلاق أجهزة مماثلة في الجودة وأسعار أرخص.وقد تعرض آي فون اكس آر، وهو النسخة الأعلى في السعر بين أحدث هواتف أبل والذي صمم لتقبله الجماهير، تعرض لتأثيرات سيئة بصورة خاصة. وعند سعر أساس للتجزئة يبلغ 6499 يوانا ( أي 947 دولاراً ) يفتقر هذا الجهاز الى سمات مبتكرة ويضعف عند المقارنة مع موديلات أخرى. وعلى سبيل المثال فإن هواوي ميت 20 اكس، الذي يبلغ سعره 728 دولاراً، يشمل وحدة من أربع آلات تصوير تعد الأفضل. وأوبو فايند اكس، الذي يبدأ سعره أيضاً من 728 دولاراً تم صنعه مع شاشة ميل وأقل تركيزاً (بيزل)، بحيث يرفع الجزء الأعلى من الهاتف عند استخدام آلة التصوير.ويقول جيمس يان وهو مدير البحث لدى كاونتربوينت ريسيرتش، إن الفجوة في ابتكار الأجهزة ستضيق أكثر في هذه السنة. وستطلق ماركات صينية هواتف ذات شاشات طي أو تدعم الجيل التالي من تقنية 5 جي التي تعد بجعل اتصالات الجوال تماثل سرعة كيبل الألياف البصرية. وعلى الرغم من أن علينا الانتظار لرؤية ما اذا كانت هذه الأجهزة ستصبح الاتجاه السائد، فإن مثل هذه الجهود ستساعد الماركات الصينية على تحسين قيمة الماركة، وتأسيس صورة تظهرها مثل صانع أجهزة متميز، بحسب يان.وأضاف يان أن "أداء أبل في الصين يمكن أن يكون أضعف في هذه السنة ولا تشتمل هواتفها على الكثير من الابتكار، ولكنها تباع بأسعار عالية جداً. ويوجد الكثير من الماركات الصينية التي تستطيع العمل لتخطي مركزها السوقي".ولكن أبل ليست من دون قلة من النقاط المشرقة، وقد نمت عوائد الشركة من الخدمات اون لاين والأجهزة التي يمكن ارتداؤها وحواسيب ماك ولا تزال الشركة في الصين الرقم 1 عندما يتعلق الأمر بالشريحة الاستثنائية– الهواتف التي تباع بسعر تجزئة بأكثر من 10 آلاف يوان (1457 دولاراً ). ولكن مع اعتبار هذه الأجهزة على شكل إنتاج رفاهية الى جانب حقائب غوتشي ومحافظ لويس فويتون فإنها لا تساعد كثيراً في تحسين أرقام شحنات الهواتف الذكية. ويقول جيا من كاناليز: "يقوم هاتف آي فون اكس ماكس الأغلى ثمناً بأداء جيد، ولكنه ليس منتجاً لسوق جماهيري، وتفقد أبل شريحة السوق الوسط، وقد أضر ذلك حقاً بأدائها". * يو وانغ (مجلة فوربس)