هبة ظالمة
طلبت زوجة الصحابي بشير بن سعد الأنصاري من زوجها بشير أن يخص ولدها منه، وهو النعمان بن بشير، بمنحة خاصة له، وأرادت توثيق هذه الحصة، فطلبت من زوجها أن يُشهد على ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فذهب بشير الأنصاري إلى الرسول يستشهده.فقال الرسول: "له إخوة؟"، قال بشير: نعم. فقال الرسول: "فكلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟"، قال بشير: لا. فقال الرسول: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق". وفي رواية: "لا تشهدني على جور، إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم، كما لك عليهم من الحق أن يبروك".من خلال هذا الحديث الشريف نستفيد ما يلي:
لا يجوز التفرقة بين الأولاد في المحبة والعطية، بحيث ينحاز الوالدان أو أحدهما لولد من أولادهما دون الآخر، وهذا الانحياز يسبب قلقاً وغيرة وحقداً وحسداً وضغينة بين الإخوة والأخوات، لذا يجب العدالة بين الأولاد بنين وبنات في كل شيء حتى في القبلة، والشيء بالشيء يذكر، بعض الأزواج، هداهم الله، يهب زوجته الثانية بيته ويحرم أولاده من زوجته الأولى من حقهم الشرعي في البيت بعد وفاته، وهذا التصرف غير جائز شرعاً وحرام لأنه يورث العداوة والبغضاء والحقد والحسد بين الإخوة والإخوات، لذا يجب على الزوج أن يتقي ربه بين زوجاته وأولاده لأنه محاسب يوم القيامة على ذلك.فهل وصلت رسالتي؟ آمل ذلك.آخر المقال:اقرأ واتغظ: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أخذ حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة، فقال رجل وإن كان شيئا يسيراً يا رسول الله؟ فقال: "وإن قضيبا من أراك". رواه مسلم.