أحيانا نقول أزمة وتعدّي، وأحيانا نقول الفرج جاي، وأحيانا نقول غلطة وننساها، ودائماً نبحث لهم عن عذر متعلقين ببصيص من الأمل على أن الباطل والخطأ لن يستمرا، وأن كل هذا العبث وقتي ولن يطول، لكن صبرنا قد نفد، وتوقعنا كان خاطئاً والأمل فُقد، واكتشفنا أن كل ما حصل ليس خطأً ولا هو مصادفة أو سوء إدارة وعدم دراية، بل إنه عمل منظم ويسير وفقاً لخطة ممنهجة ومرسومة بل مدروسة، وبإدارة متمرسة وضليعة في خلق الفوضى والعبث ونشر الفساد.ما يحدث في قبة عبدالله السالم ليس محض مصادفة ولا هو بخطأ غير مقصود، وما يتفوه به النواب فيما بينهم بكلام نابٍ ومقزز لا يمكن تفسيره أو اعتباره خرج نتيجة موقف أو غضب، وما يحدث في الوزارات التي تعرف مكمن الخطأ وتتجاوزه ليس نتيجة تجاهل أو عدم مبالاة، الأمر الذي يجعلنا نجزم بأن كل هذا العبث منظم ومقصود ولا يخدم إلا المؤسسة التي تقف خلفه، وهي بلا أدنى شك مؤسسة الفساد التي أصبحت متمكنة من كل شيء، وتعبث بكل شيء، ولها أدواتها التي تمكنها من أي شيء، لذلك هي تفعل كل ما من شأنه أن يخدمها ويحقق لها مصالحها دون اكتراث لوطن وقانون، وحتماً ستنقلب على كل من مكنها من تلك القوة إن استمرت في هذا العبث دون وجود سلطة تعي مسؤولياتها تجاه الوطن وتنزع الخوف من نفوذها، وتبدأ بشجاعة ووطنية لاستئصال هذه الجرثومة قبل أن تكون هي السلطة وهي الوطن.
يعني بالعربي المشرمح:بلغنا مرحلة اليأس والإحباط والعجز ونحن نرى اللامعقول أصبح معقولاً، وأن العبث أصبح ثقافة، وأن الفساد لا خجل في ممارسته، فهل ينتفض المجلس وتعي الحكومة خطورة تلك المؤسسة ويبدآن بالقضاء عليها قبل فوات الآوان؟
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: عبث منظم ومدروس!
11-01-2019