نظم عدد من المواطنين والمعماريين الكويتيين، صباح أمس، وقفة احتجاجية ضد قرار هدم مجمع الصوابر، مطالبين بإعادة النظر في القرار والجلوس معهم على طاولة الحوار، لتبادل الآراء في هذا الشأن.

ودعا المعماري الكويتي وصاحب مبادرة «إنقاذ مجمع الصوابر» محمد العدواني، في تصريح صحافي، على هامش الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها نحو 40 شخصاً أمام المجمع، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى تنشيط دوره في الحفاظ على المباني القديمة في الدولة وحمايتها، مشيراً الى «عمل فريق التجمع لدراسة مبدئية للمجمع تظهر امكانية إعادة تأهيله، بدلاً من إعادة بنائه بالكامل لحماية المال العام، لاسيما أن المبنى حالياً بحالة جيدة بعد عمل مسح كامل للموقع».

Ad

13 أسرة

من جانبه، وصف منسق أهالي شقق مجمع الصوابر السكني قاسم آل رشيد قرار هدم المجمع بـ«الظالم»، مفيداً بأن الحكومة أوقفت الكهرباء والماء عن اهالي المجمع منذ 4 أشهر رغم وجود 13 أسرة كويتية.

وقال إن الحكومة لم تبلغ الأسر الموجودة حتى الآن بهدم المبنى، مضيفاً: «حتى هذه اللحظة لم يعطوني كتابا بتثمين شقتي ولا استدعاء، بل قالوا لي سلم وثيقة شقتك وستعرف كم سيثمنونها لاحقاً، وهو امر غريب».

وأشار إلى أن هناك أحكاما قضائية بإعادة الكهرباء للاسر الموجودة في المجمع، ولكن بلا فائدة، مضيفاً: «المجمع من المباني الجميلة، حرام هدم الشقق وحرام ما يحدث للاسر الكويتية».

القيمة التراثية

ودعت ممثلة منظمة «دوكو مومو» العالمية لحماية حركة الحداثة في التراث العمراني عالمياً زهراء علي بابا جهات الاختصاص الكويتية إلى اعادة النظر في قرار هدم المجمع، مبينة أن الكويت من اولى الدول الخليجية المعترفة بهذه المنظمة منذ 2013.

ولفتت علي بابا إلى أن هناك الكثير من الباحثين عن قيمة التراث بالقرن العشرين في الكويت والعالم العربي، ولكن كما هو واضح لا يوجد تقدير لقيمة التراث، مضيفة أن الهدم لا يمكن ان تنظر إليه بمعزل عن النظر إلى القيمة العالية للعديد من المباني المشيدة في تلك الحقبة، ومنها مبنى غرفة تجارة وصناعة الكويت، إلى جانب بيوت أخرى لها قيمة عالية.

إعادة تدوير

من جانبه، قال أستاذ كلية العمارة بجامعة الكويت د. محمد الجسار، إن هذه ليست وقفة احتجاجية، بل وقفة مجموعة من المعماريين لديهم اهتمام بأن يروا المجمع قبل هدمه، لاسيما أنه من أوائل المباني في الخليج والشرق الأوسط المصممة من المعماري العالمي الكندي أرثر اريكسن.

وأكد الجسار أن المبنى مصنف من المباني تاريخية الحداثة، ويمكن إعادة تدويره كمجمع تجاري أو غيره، بعيداً عن هدم هذا المجمع بحجمه الكبير، لما سيسببه الهدم من كارثة بيئية.