المعتوق: جميل أن يُكرَّم الإنسان وهو في قمة عطائه
مطربون متميزون أحيوا ليلته في مهرجان «القرين الثقافي» الـ 25
في ليلة الاحتفاء به، اعتبر الشاعر علي المعتوق، أن هذا التكريم هو لكل شخص عمل معه.
أحيا 10 مطربين ليلة تكريم الشاعر الغنائي والملحن علي المعتوق، في مهرجان القرين الثقافي الـ 25، الخميس الماضي، على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بحضور ملأ المسرح، تقدَّمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والأمين المساعد لقطاع الثقافة عيسى الأنصاري، والأمين المساعد لقطاع الفنون د. بدر الدويش، ونخبة من عمالقة الأغنية الخليجية، من بينهم: خالد الشيخ وأحمد الجميري، والشاعر ياسين الحساوي.استهل الحفل بلقاء مصوَّر عن مسيرة المُحتفى به، أجرته وكتبت له السيناريو فتحية الحداد، حيث روى المعتوق بنفسه انطلاقته في مجال كتابة الأغنية، وذلك بكتابة الشعر في سبعينيات القرن الماضي، في سن مبكرة، أثناء دراسته بثانوية الصباحية، وقرر أن يقدِّم "مرحبا يا جروحي" من كلماته ولحنه إلى صديقه بوصخر، الذي قدمها في إحدى السمرات.بعدها قرر المعتوق الاستمرار في هذا المجال، فكتب ولحَّن "سأبدأ حياتي"، التي أُعجب بها أحد الشباب وطلبها منه ليغنيها في ألبومه الخاص، فرحب بالفكرة، وسجل الأغنية، لتكون أول عمل رسمي له يوثق في وزارة الإعلام عام 1978.
ولم يتوقف طموحه عند كتابة أغنيات السمرات، بل شرع في تجربة جديدة مع فرقة سمر الكويتية في أوائل الثمانينيات، ونجاحها أثمر عدة تعاونات مع فرق أخرى، مثل البدور في "بوسارة"، والمرجانة والأمواج التي كانت تحيي العديد من الحفلات.وبعد تحرير الكويت، كانت هناك نقلة أخرى في مسيرة المعتوق، مع الملحن الكبير يوسف المهنا، الذي بادره بطلب نص وطني عن الكويت، ففوجئ بأن مَن غنى نصه "سُمر السواعد" المطرب الراحل صالح الحريبي، مشيرا إلى أنه كان يلتقي عمالقة صُناع الأغنية الكويتية؛ المهنا ومبارك الحديبي ويوسف ناصر وعبدالأمير عيسى في مكتب ياسين الحساوي، وهذا الملتقى كان كالمنتدى تتم فيه مناقشة النصوص.ولفت إلى أن الحديبي طلب منه نص "الخفوق"، وقدمه للفنان السعودي طلال مداح. واعتبر المعتوق أن أغنية "لنا الفخر"، التي قدَّمها بعد التحرير، شكَّلت نقلة كبيرة بالنسبة له، حيث تعاون من خلالها مع المطرب محمد البلوشي، وهي لا تزال تُبث وتُعرض حتى اليوم في ذكرى إطفاء آخر بئر نفطية، والتي تصادف 6 نوفمبر.وأشار إلى دور المهنا في إبراز مجموعة من النجوم الشباب، وكان للمعتوق النصيب الأكبر بالتعاون معهم في بدايتهم، منهم: صلاح خليفة وفطومة وعصام كمال وخالد بن حسين ومشعل حسين.بعدها، حانت لحظة تكريم المعتوق، من قِبل اليوحة والأنصاري والدويش على خشبة المسرح، وكُرِّم معه قائد الفرقة الموسيقية د. أيوب خضر.وقال المعتوق: "شكرا للمجلس الوطني على تكريمي. جميل أن يُكرَّم الإنسان وهو في قمة عطائه، والشكر موصول للحضور، والفنانين المشاركين في الحفل الغنائي"، معتبرا أن هذا التكريم ليس لشخصه فحسب، بل لكل شخص عمل معه خلال مسيرته الفنية على مدى 40 عاما، والتي قضاها في عالم الإعلام والصحافة وكتابة الشعر والتلحين. عقب ذلك، ألقى كلمات أغنية "يبيلك قلب ما يتعب"، التي نالت إعجاب الجمهور. وانطلقت بعد ذلك الأمسية الغنائية، التي اشتملت على 11 عملا، من كلمات المعتوق، تغنى بها مطربون متميزون، استهلتها سماح صديق بأغنية "تحس فيني"، التي لحَّنها الفنان عبدالله الرويشد للفنانة أحلام، ثم أدى خالد بن حسين "أتقلب" من ألحان المهنا، وقدَّم بدر نوري "أنا مني" ألحان فهد الحداد، وخالد المسعود غنى "ذكرتج" ألحان علي المعتوق، وأدى فهد الحداد أغنيتي "أعرفك نفسي" و"يبيلك قلب" من ألحان عبدالله الرويشد.عقب ذلك، غنى جمال الدريعي "آخرها معاك" ألحان فهد الحداد، ومساعد البلوشي غنى "ورق خسران" ألحان بدر خليفة، ثم قدَّم صلاح حمد خليفة "سحر حاروت" ألحان يوسف المهنا، ومحمد البلوشي "لنا الفخر" وهي من ألحانه، وأخيراً القطري علي عبدالستار غنى "الجديد اللي بحياتي" من ألحان خالد عياد، والتي أصدرها في ألبومه الأخير (ارتحال).يُذكر أن المعتوق من مواليد الكويت 23 فبراير 1962، عاش طفولته في منطقة المرقاب، وبدأ تعليمه بالمعهد الديني في شرق، تعلم أصول اللغة العربية بشكل مكثف، الأمر الذي أثرى موهبته الشعرية التي برزت من خلال قصائده التي صاغها في بداياته.
علي عبدالستار غنى «الجديد اللي بحياتي» من ألبومه الأخير