هل بدأت الحرب؟
هل بدأت الحرب على الفساد أم أنها ستبدأ؟لقد انتفض الشارع الكويتي من هول ما يرى، فضيحة مالية تلو الأخرى وتلاعب وتقصير شائن وتنفيع في شغل المراكز وبيع الجنسية لكل من هبّ ودبّ، وكأنهم يقولون فلتذهب الوطنية إلى الجحيم. ستبدأ الحرب على الفساد لأنها حرب عالمية حتمية، وسيستمر الشرفاء في تعرية الخونة والفاسدين وسيسقطون الواحد تلو الآخر، لأن الوضع مقلق للغاية لكل من يعشق الكويت من أبنائها وبناتها، كما ستسقط أقنعة المتمسحين بالدين من المذهبيين لأن مصلحة الكويت وأمنها فوق كل اعتبار.
التقوى الحقيقية لا تحتاج إلى اجتماعات سرية وأجندات مشبوهة، فقد آن الأوان أن نُكَرِس العدالة وننقذ الكويت منهذا الطوفان الهمجي الجشع، والمواقف الوطنية لا تموت بل تبقى تُذَكِّر بصاحبها، وإن من خان الكويت ونهبها وتلون بألف لون ولون مصيره إلى الزوال وإن طالت المدة، فالشعوب اليوم غير شعوب الأمس، والتطور السريع المدروس أصبح مسألة حياة أو موت تماماً مثل الفرق بين النهر الجاري والمياه الراكدة الآسنة التي يعيش عليها البعوض. ونحن كشعب كم شبعنا قرصاً وأمراضاً، آن الأوان لاقتلاع هذه الآفات من جذورها، فعندئذ ستبدأ الكويت بالتشافي وستأخذ مكانها بين الدول الراقية. إن من يحب الكويت بصدقٍ وإخلاص يبقى ينبه وينصح ويصحح هذا المسار المعوج الذي ينتهجه بعض الوزراء والنواب الذين لمسنا أداءهم السيئ لمس اليد، ورأينا كيف يلهثون نحو تحقيق الثراء السريع الذي أعمى قلوبهم عن مصلحة الكويت، وبرهن لنا كشعب أنهم لا يستحقون الثقة. ستنتصر الكويت وليبدأ المخلصون بتطهيرها.