فيلم «مطلوبين» يضيء على كبار السنّ المتروكين في دور العجزة

• مواقف إنسانية مؤثّرة ومضحكة ورسالة هادفة

نشر في 14-01-2019
آخر تحديث 14-01-2019 | 00:04
نبال عرقجي خلال تصوير «مطلوبين»
نبال عرقجي خلال تصوير «مطلوبين»
انطلقت في الصالات اللبنانية عروض الفيلم الاجتماعيّ الكوميديّ «مطلوبين» (كتابة نبال عرقجي وإخراجها وإنتاجها)، ويتناول قضية كبار السنّ المتروكين بمواجهة الوحدة في دور العجزة، من خلال مغامرة حافلة بمواقف إنسانيّة، مؤثّرة ومضحكة يخوضها أربعة من هؤلاء.
جاكو ودعد ووليد وأديب أربعة من كبار السنّ، تتمحور حولهم أحداث فيلم «مطلوبين». هؤلاء يقيمون في بيت للراحة، لكن في أحد الأيام تتلقى جاكو رسالة تُعلمها بأن ضريح زوجها المتوفي ستتم إزالته بسبب بناء مجمّع تجاريّ على الأرض حيث يقع، فيقرر أصدقاؤها الثلاثة مساعدتها لمواجهة هذا الخبر الذي دمّرها، ويهربون معاً من المأوى لمنع الشركة القيّمة على المشروع من تنفيذه. وفي رحلتهم الطويلة إلى موقع المشروع، يواجه الأصدقاء الأربعة مواقف مجنونة، وتصبح قصتهم قضية رأي عام.

يؤدّي الأدوار الرئيسة في الفيلم: جورج دياب، ودعد رزق، وجورج بوخليل، وسهام حدّاد، مع عايدة صبرا وبيار ربّاط. كذلك تطلّ ميريام كلينك ضيفة شرف في الفيلم، مع مشارَكات خاصة لكلّ من الممثلين: بديع أبو شقرا، ووسام صليبا، ودوري السمراني، وعلي منيمنة، وجوزيان بولس، والمخرجة لينا أبيض، والإعلاميان طوني بارود وديانا فاخوري.

حسّ إنساني

«كوميديا خفيفة وفيلم إنسانيّ عن كبار السنّ»، بهذه العبارة وصفت المخرجة نبال عرقجي فيلم «مطلوبين» وتوقعت أن يشعر الجمهور بأنه يعرف هؤلاء الأشخاص، ويتعاطف معهم ويتأثر بقصصهم.

أضافت: «لدينا جميعاً أمٌ وأبٌ تقدما في السن، وجدٌّ وجدّةٌ، ومع أننا لا نمضي معهم ما يكفي من الوقت، نحن متعلقون بهم».

عرقجي التي سبق أن كتبت وأنتجت ثلاثة أفلام هي «قصة ثواني» و«يلاّ عقبالكن» و«يلاّ عقبالكن شباب»، اعتبرت أن «هذا الفيلم يبيّن لنا، من خلال عيون كبارنا، أن الأهمّ في الحياة هو الحسّ الإنسانيّ، ووقوف بعضنا إلى جانب البعض الآخر، وتضامُنِنا مع أصدقائنا وعائلاتِنا»، وختمت: «يركز الفيلم على أهمية أن نُحِبّ وأن نُحّبَّ، وأن نسعى جاهدين إلى تحقيق ما نؤمن به، وأن نكون منسجمين مع مبادئنا وقيمنا».

كوميديا اجتماعية

جورج دياب الذي يؤدي دور أديب، أحد الأصدقاء الأربعة المسنّين، وصف هذه الشخصية بأنها مُحبّة وتحلم كثيراً، وأن وجود أديب في بيت الراحة لم يؤثر سلباً فيه، إذ يتمتع بكل قواه ولكن بإمكانات محدودة»، وأكد أن «الفيلم اجتماعي هادف أكثر مما هو كوميدي، ويُظهر أن الإنسان بحاجة إلى المجموعة، وأن الحياة تستلزم مشاركة الآخر ومساعدته، فالمشاركة سعادة للشخص نفسه وللآخرين المحيطين به».

أما دعد رزق، التي عرفها اللبنانيون في الإعلانات التلفزيونية، فتؤدي دور دعد، وهي «شخصية كوميدية»، بحسب ما وصفتها، وأضافت: «لكلّ شخصية في الفيلم قصتها، والخلاصة أن كبار السنّ هؤلاء يعانون نوعاً من الظلم، إذ لديهم أولاد وأحفاد لكنّ أيّاً منهم لا يسأل عنهم، وهذا واقع مرير نعيشه في لبنان، إذ يوضع العجوز في مأوى وتنساه عائلته ولا يعود أحد يزوره».

جورج بو خليل، الذي يخوض تجربته الأولى في التمثيل، يؤدي دور وليد واصفاً إياه بأنه مؤثر، يتأرجح بين الحزن والضحك.

حول مشاركته في الفيلم أوضح: «التقيت نبال مصادفة وطلبت إلي أن أؤدي الدور فوافقت فوراً»، لافتاً إلى أن الفيلم يمزج الكوميديا بالدراما وأن لديه رسالة مفادها أن الكبار في السن يجب ألاّ يُرموا في دور العجزة والاّ يُهملوا.

وصفت سهام حداد شخصية جاكو التي تجسّدها بأنها «امرأة متمسكة بالتقاليد ومتعلقة بذكرى زوجها المتوفي منذ زمن بعيد، وهي حريصة على المكان الذي دفن فيه، ولكنّها في الوقت نفسه تحب الحياة». ورأت أن الفيلم ينطوي على رسالة اجتماعية وإنسانية مهمّة، لافتة إلى أن هروب الأصدقاء الأربعة من دار العجزة بهدف الدفاع عن الأصول والتقاليد.

back to top