تألق الفنان التونسي زياد غرسة في أمسية موسيقية ضمن فعاليات مهرجان القرين بدورته الـ 25 بمسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية. حضر الحفل الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس د. بدر الدويش، وسفير تونس لدى البلاد أحمد بن الصغير.
وشهدت الأمسية حضور عدد غفير من محبي الطرب الأصيل، الذين اكتظ بهم المسرح؛ جامعا كل الأجيال. استُهل الحفل بكلمة وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، ممثلا جمعية الصداقة الكويتية- التونسية، وقام بالترحيب بالجمهور الذي جاء ليستمع إلى الأصالة والفنون الراقية، لافتا إلى أن غرسة يتميز بصوته الرائع. وفي تلك الأمسية، قدَّم غرسة باقة متميزة من الأغاني التونسية الجميلة، بمصاحبة عدد من الموسيقيين والعازفين، منها "بشرف سماعي اصبعين" من التراث التونسي، من ثم وصلة من الموشحات، حيث استعرض إمكاناته الصوتية فيها، وغنى: "قاضي العشق" و"زار لمنيتي" "بالله يا حادي النياق"، و"ما كنت أدري ما الحب لولاكم". عقب ذلك، انتقل زياد لغناء المألوف التونسي، وهو أحد أنواع موسيقى الطرب الأندلسي، الذي نال استحسان الحضور وإعجابهم. وغنى بعض أغاني الأعراس التونسية، منها: "يا مرحبا بأولاد سيدي"، لينساب التفاعل بينه والحضور عبر أرجاء المسرح، حيث صفقوا وغنوا مع الموسيقى وإيقاعاتها. وكان لافتا تنويع غرسة فقراته خلال الحفل، وغنى "علاش تحير فيا"، و"لي تعدى وفات". وغنى كذلك من التراث التونسي، فأطرب الجمهور بأغنية "العشاقة".
التبادل الثقافي
وعلى هامش الحفل، قال السفير التونسي بن الصغير: "نتقدم بالشكر للمجلس الوطني للثقافة، وعلى رأسهم أمينه العام م. علي اليوحة، وجميع المسؤولين في المجلس، على هذه الأمسية". وتابع: "التبادل الثقافي يساهم في تدعيم العلاقات بين تونس والكويت، وهذا المجال واسع وشاسع، ويشمل أيضا التواصل بين النخب والمثقفين في البلدين. هذا حضور تونسي بالكويت، ونتمنى الحضور الكويتي في تونس، فقد أنشأنا مدينة الثقافة، وبمناسبة القمة العربية قمنا بتوجيه دعوة للمجلس الوطني للثقافة للمشاركة في الفعاليات الموازية. مثل هذه المناسبات والفعاليات الثقافية من شأنها أن تعزز الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين". من ناحية أخرى، قال غرسة: "تشرَّفت بغنائي في الكويت، على هذا المسرح العريق. الشعب الكويتي راقٍ ومضياف، ويتميز بحبه للموسيقى".جدير بالذكر، أن غرسة موسيقار وملحن ومغنٍ تونسي، وُلد في 15 مارس 1975 بمدينة تونس. درس عن والده؛ الموسيقار طاهر غرسة، الذي هو بدوره تلميذ الموسيقار الشهير خميس الترنان، الموسيقى التونسية منذ حداثة سنه، وقواعد المالوف التونسي. تخرج في الموسيقى وهو في الرابعة عشرة، ثم أصبح من أبرز مطربي التراث الموسيقي التونسي المالوف والموشحات. ويجيد زياد العزف على العديد من الآلات الموسيقية، كالعود والكمان والبيانو.