في تأكيد نادر، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، بشن مئات الغارات على سورية، آخرها استهدفت ليل الجمعة- السبت "مستودعات أسلحة" إيرانية في مطار دمشق الدولي، تزامناً مع إعلان رئاسة الأركان الإسرائيلية إلقاء ألفي قنبلة العام الماضي وحده. وقال نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته: "منذ 36 ساعة فقط، هاجم سلاحنا الجوي مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي"، مضيفاً أن "تكثيف الهجمات الأخيرة يُثبت أننا أكثر تصميماً من أي وقت مضى على التحرّك ضد إيران في سورية، كما تعهدنا".
وتابع نتنياهو: "حققنا نجاحات مذهلة بهدف عرقلة التجذر العسكري الإيراني، الجيش الإسرائيلي هاجم أهدافاً إيرانية وتابعة لحزب الله مئات المرات".وفي تصريحات خاصة لـ"الجريدة"، كشفت مصادر في الحرس الثوري الإيراني أمس، أن الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق استهدف اجتماعاً لعدد من قادة "فيلق القدس" و"حزب الله" اللبناني وبعض قادة الجيش السوري لبحث خطة روسية- تركية للهجوم على جبهة النصرة سابقاً في منطقة إدلب، فضلاً عن مستودعات أسلحة ومقرات عسكرية أخرى.ووفق المصادر، فإن الهجوم تم بعد لحظات من انتهاء الاجتماع وخروج المجتمعين، موضحاً أنه على الرغم من ذلك فإن ضابطين من الحرس الثوري ومسؤولين من "حزب الله" أصيبوا بجروح بليغة، بالإضافة إلى عدد من الضباط السوريين.
جبهة منبج
إلى ذلك، نشر جيش الرئيس السوري بشار السد جنوداً ومدافع ودبابات، أمس الأول، في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة منبج في الوقت الذي تستعد فيه دمشق لاشتباكات مع القوات المدعومة من تركيا والمرابطة في مكان قريب.وتبعد منبج نحو 30 كلم عن الحدود التركية وتخضع قطاعات من الأراضي القريبة منها لسيطرة كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة التي قررت الانسحاب من القطاع الخاضع لها.ودخلت القوات السورية المدعومة من روسيا ضواحي منبج يوم 26 ديسمبر لأول مرة منذ سنوات بدعوة من وحدات حماية الشعب الكردية التي تخشى هجوما تركيا على المدينة بعد الانسحاب الأميركي.الهجوم الأخير
ووسط استمرار الحشد التركي على الحدود لتعزيز نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب والتمهيد للعملية المحتملة شرق نهر الفرات، أجلى التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية (قسد)،أمس الأول، أكثر من 600 مدني من دير الزور، قبل الهجوم الأخير على آخر معقل لتنظيم "داعش".وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أنه بذلك يرتفع إلى 16 ألفاً عدد الأشخاص الذين تركوا مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر الماضي، بينهم 760 مقاتلاً، مشيراً إلى أنها "أول مرة تقوم قسد وقوات التحالف بتأمين حافلات لنقل المدنيين".وأعلنت قوات التحالف أمس الأول أنها أطلقت أكثر من عشرين صاروخاً ضد آخر مواقع "داعش"، بمعزل عن ضربات مماثلة قام بها الجيش العراقي أيضاً.وبحسب ما نقل المرصد، تمكنت هذه القوات خلال الأسابيع القليلة الماضية من استعادة بعض البلدات والقرى من "داعش" بينها هجين والشعفة، في حين لا يزال يمسك ببعض القرى مثل سوسة والباغوز.الأكراد و«النصرة»
وفي حين رحب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بتصريحات نظيره الأميركي مايك بومبيو عن حق أنقرة في الدفاع عن نفسها، بعد انسحاب الولايات المتحدة من سورية، كرر "رفض وإدانة" شروط مستشار الأمن القومي حون بولتون، مجدداً تهديده بشن هجوم للقضاء على المقاتلين الأكراد في شرق الفرات.وفي تطور جديد، أوقفت قوات الأمن التركية 13 شخصا يشتبه في انتمائهم لجبهة النصرة سابقاً، موضحة أن عناصر مكافحة الإرهاب نفذت عملية أمنية في مديرية أمن أضنة وإسطنبول وأنقرة بدعم من الشرطة الخاصة ودهمت منازل المشتبه في ترددهم على سورية بين الحين والآخر ومشاركتهم في الاشتباكات هناك إضافة إلى تجنيد مقاتلين للتنظيم وتقديمهم دعماً مالياً ولوجستياً.وتمكنت "النصرة" من السيطرة على كامل مناطق فصائل الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا في مدينة إدلب وأوكلت إدارتها إلى حكومة إنقاذ تابعة لها.سكك وطيران
في غضون ذلك، استعادت مؤسسة الخطوط الحديدية السورية عضويتها في الاتحاد الدولي ويمكنها الاستفادة من كل الميزات المرتبطة بتحديث حالتها كعضو فعال فيه وإنشاء حساب إلكتروني والمشاركة في ورشات العمل وتحميل الوثائق الفنية والمعايير المعتمدة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".وبحسب مديرة مؤسسة الطيران السورية شفاء النوري، فإن ثلاث شركات خليجية هي العمانية والخليج البحرينية والاتحاد الإماراتية استطلعت مطار دمشق الدولي بهدف إعادة تسيير الرحلات.ورحّب معاون وزير خارجية سورية أيمن سوسان بعودة السفارات العربية والأجنبية إلى دمشق، لكنه شدد على أن دمشق لن تستجدي أحداً لإعادة علاقتها الدبلوماسية، مؤكداً أن القرار الأوروبي مرهون بواشنطن. وعشية زيارة الدبلوماسي النرويجي المخضرم لدمشق، أكد سوسان الاستعداد للتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد غير بيدرسون من أجل إنجاح مهمته، آملاً أن «يحقق ما عجز الآخرون عن تحقيقه، وأن يستفيد من تجارب سابقيه».