هل بدأ الهجوم الديمقراطي «الحاسم» ضد ترامب؟

لجنتان في مجلس النواب تحقّقان في تقارير مرتبطة بـ «الملف الروسي» والرئيس يحتفظ بأسلوبه الهجومي

نشر في 14-01-2019
آخر تحديث 14-01-2019 | 00:04
مؤيدون لجدار ترامب يتظاهرون دعماً للرئيس في كاليفورنيا أمس الأول	(أ ف ب)
مؤيدون لجدار ترامب يتظاهرون دعماً للرئيس في كاليفورنيا أمس الأول (أ ف ب)
يبدو أن الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي، قرّرت بدء «حربها» ضد الرئيس دونالد ترامب، إذ أعلنت لجنة الشؤون القضائية في المجلس نيتها التحقيق بمسألة فتح «FBI» تحقيقاً بعمل ترامب لمصلحة موسكو بينما كان في السلطة، في حين قالت لجنة الشؤون الخارجية أنها ستحقق في إخفاء ترامب معلومات عن محادثات مع نظيره الروسي.
يتوقع مراقبون في العاصمة الأميركية أن يكون الديمقراطيون بدأوا تصعيدهم المتوقع ضد الرئيس دونالد ترامب، بعد توليهم الأغلبية في مجلس النواب في لحظة سياسية صعبة للرئيس مع تواصل الإغلاق الجزئي للحكومة لليوم الـ 23 محققاً رقماً قياسياً.

ورغم أن زعيمة الأغلبية في مجلس النواب نانسي بيلوسي قالت سابقاً، لإنها تفضل ألا تصل الأمور إلى إجراءات عزل الرئيس، فإن المراقبين يرجحون أن يتواصل الضغط الديمقراطي بلا هوادة لمرحلة قد يصبح مثل هذا الطلب أكثر قبولاً.

في السياق، تناقش اللجنة القضائية في مجلس النواب ما ورد في تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، نشرته يوم الجمعة، أفاد بأن مكتب التحقيقات الفدرالي «FBI» أجرى تحقيقاً في شأن ما إذا كان ترامب عمل لحساب روسيا ضد مصالح الولايات المتحدة.

وذكرت «نيويورك تايمز» أن التحقيق بدأ خلال الأيام، التي تلت إقالة ترامب لجيمس كومي من منصبه مديراً لـ«FBI» في مايو 2017، وذكرت أنه كان من المفروض أن يجري محققون من المكتب في مجال مكافحة التجسس تحقيقات إذا ما كانت تصرفات ترامب شكلت تهديداً محتملاً للأمن القومي.

نادلر

وقال رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيرولد نادلر، إن لجنته «ستتخذ خطوات من أجل فهم كل من إجراءات الرئيس ورد مكتب «FBI» على هذا السلوك بشكل أفضل خلال الأسابيع المقبلة». وأضاف أن النواب سيسعون إلى حماية المحققين من «الهجمات المشوشة على نحو متزايد للرئيس».

وأضاف نادلر: «علمنا من هذا التقرير أنه، حتى في بداية إدارة ترامب، كان سلوك الرئيس شاذاً ومثيراً للقلق جداً إلى حد أن مكتب التحقيقات شعر بأنه مضطر للقيام بهذا الإجراء غير المسبوق وهو فتح تحقيق في مجال مكافحة التجسس مع رئيس أثناء وجوده بالسلطة».

وكتبت «نيويورك تايمز»، أن الشك بدأ يخامر مسؤولي «FBI» في علاقات ترامب بروسيا خلال الحملة الانتخابية في 2016 لكنهم أحجموا عن فتح تحقيق إلى أن ربط ترامب إقالته لكومي بتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات. ودرس مكتب التحقيقات أيضاً ما إذا كان عزل ترامب لكومي بمنزلة عرقلة لسير العدالة.

وأوردت الصحيفة، أن المحقق الخاص روبرت مولر تولى التحقيق في شأن ترامب بعد أيام من بدء «FBI» هذا التحقيق مع قيامه ببحث ادعاءات تدخل روسيا في الانتخابات.

كومي الكاذب

وفي رده على تقرير «نيويورك تايمز»، كتب ترامب على «تويتر»: «علمت للتو من نيويورك تايمز الفاشلة بأن مديري «FBI» السابقين الفاسدين، الذين تمت إقالتهم جميعاً تقريباً أو إجبارهم على مغادرة الوكالة، فتحوا تحقيقاً بشأني من دون سبب ولا دليل، بعدما أقلت جيمس كومي الكاذب والقمامة الفعلية». وقال: «أعتقد أن هذا هو المقال الأكثر إهانة الذي قرأته على الإطلاق.

أضاف إن «FBI» كان في دوامة كاملة بسبب إدارة كومي السيئة، وكانت إقالتي لجيمس كومي يوماً عظيماً بالنسبة لأميركا» مشيراً إلى أنه كان «شرطياً منحرفاً وفاسداً، يحميه صديقه المقرب روبرت مولر».

«واشنطن بوست»

وغداة تقرير «نيويورك تايمز» نشرت صحيفة «واشنطن بوست» السبت، تقريراً آخراً يفيد بأن ترامب أخفى عن الإدارة تفاصيل محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خمسة أماكن مختلفة في العامين الماضيين.

ورد ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية: «أنا لا أخفي أي شيء. واشنطن بوست هي جماعات ضغط لشركات الأمازون». وأشار إلى أنه يجري محادثات ثنائية مع قادة جميع الدول من دون وفود، ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك. وأضاف ترامب:»لا يوجد تواطؤ (مع روسيا) كل هذا مضيعة للوقت».

وكذلك تنوي لجنة مجلس النواب المعنية بالشؤون الخارجية عقد جلسات استماع حول اللقاءات التي جرت بينه وبين بوتين.

وقال الرئيس المشارك للجنة، إليوت إنجل: «في كل مرة يجتمع فيها ترامب مع بوتين، لا يقول للبلاد أي شيء. أميركا تستحق الحقيقة، وتنوي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الوصول إلى قاع هذه المسألة. كيف تؤثر هذه العلاقات المظلمة على أمننا القومي».

وذكرت «واشنطن بوست»: نحن نتحدث على وجه الخصوص عن اجتماع ترامب مع بوتين عام 2017 في هامبورغ، الذي حضره أيضاً وزير الخارجية الأميركي آنذاك، ريكس تيلرسون. ثم، بعد الاجتماع، أخذ ترامب التسجيلات المترجمة وطالبه بعدم مناقشة ما قيل مع الإدارة.

أضافت أن بعض أنصار ترامب كشفوا أن الرئيس يعتقد أن وجود المرؤوسين يضعف قدرته على بناء علاقة طبيعية طيبة مع بوتين. ويعتقد هؤلاء أيضاً أن رغبة ترامب في السرية قد تمليها «التسريبات الصعبة» التي حدثت في بداية رئاسته.

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أنه «ما زال من غير الواضح ما إذا كان ترامب أخذ تسجيلات المترجمين في حالات أخرى، ومع ذلك، وفقاً للمسؤولين، فإنهم لم يتمكنوا من الحصول على تقرير موثوق به عن اجتماع الرئيس، الذي استغرق ساعتين مع بوتين في هلسنكي. ثم، على عكس الاجتماع في هامبورغ، لم يسمح ترامب لممثلي الإدارة بالحضور أثناء المفاوضات. إضافة إلى ذلك، عقد ترامب محادثات شخصية مع بوتين على هامش اجتماعات زعماء العالم، من دون وجود مستشارين، وعلى وجه الخصوص، تحدث مع بوتين في مأدبة في هامبورغ في عام 2017 بوجود مترجم فقط من قبل الرئيس الروسي».

15 دقيقة

على صعيد متصل، أكد الرئيس الأميركي أنه سيمتنع حالياً عن إعلان حال الطوارئ الوطنية لإنهاء «الإغلاق» الجزئي للحكومة المستمر منذ 23 يوماً، وشدّد على ضرورة حصوله على 5.7 مليارات دولار لتشييد الجدار على الحدود مع المكسيك.

وفي سلسلة تغريدات، صباح أمس الأول، كتب ترامب أن «الديمقراطيين يمكنهم حل مسألة الإغلاق خلال 15 دقيقة»، داعياً المعارضة الديمقراطية إلى «العودة إلى واشنطن لإنهاء الأزمة الإنسانية الرهيبة على الحدود الجنوبية».

back to top