معارض في القاهرة تلقي الضوء على المنسيين في الفن التشكيلي
•مصطفى مشعل وأبو المجد وأفلاطون إلى صدارة المشهد
في خطوة فنية تهتمّ بالبحث والتنقيب عن مواهب تشكيلية كبيرة سقطت من ذاكرة التشكيل المصري، شهدت القاهرة أخيراً معارض فنية عدة، يلقي بعضها الضوء على مسيرة فنانين ظلوا طي التجاهل طويلاً، في حين يكشف بعضها الآخر جوانب خافية في أعمال فنانين معروفين.
نظم غاليري «ضي» في القاهرة معرضاً تشكيلياً استعادياً للراحل مصطفى مشعل، وهو أحد الفنانين المنسيين في تاريخ الفن المصري، وسبقه معرص عن الفنان الراحل محمود أبوالمجد الذي سقط من الذاكرة التشكيلية المصرية أيضاً. كذلك شهدت القاهرة معرضاً للفنانة إنجى أفلاطون، وهي رغم شهرتها فثمة جوانب خافية في لوحاتها أظهرها المعرض.
أساطير
افتتح الناقد عز الدين نجيب في غاليري «ضي» (اتيليه العرب للثقافة والفنون) المعرض الاستعادي لمصطفى مشعل بعنوان «أساطير»، بحضور أسرة الفنان ولفيف من التشكيليين. يستمر المعرض حتى 26 الشهر الجاري، ويتضمّن أكثر من مئة لوحة شملت المراحل التي مرّ بها الفنان الكبير، بدءاً بالستينيات وانتهاءً بآخر إنتاجاته عام 2011 حينما وافته المنية.وقال هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون، إن مصطفى مشعل أحد أهم المصورين المصريين المنسيين من ذاكرة الفن التشكيلي المصري، سواء عن سهو أو عن قصد، ذلك رغم إشادة كبار الفنانين المصريين بتجربته الثرية، ومن بينهم الدكتور أحمد نوار وعز الدين نجيب وحسن عثمان وآخرون. لذا رأى الغاليري أن يعرض تجربته كاملة كما فعل مع معرض الراحل محمود أبوالمجد الذي كان سقط من الذاكرة التشكيلية المصرية أيضاً.وقال الناقد عز الدين نجيب، إن مصطفى مشعل كان يهتم بالمرأة كمحور أساسي في أعماله، سواء البورتريه أو التكوينات المركبة من عناصر شتى، وفي النوعين تبدو رمزاً للتحرر والانطلاق والاتصال الحميم بالطبيعة، وهو كان يصورها عادة في جو طيفي سرمدي يكتنفه الغموض سابحة في ألوان قوس قزح.ورغم احترامه القيم التشكيلية الأكاديمية في النسب التشريحية وفي تدرج درجات الظل والنور والتجسيم الأسطواني وتداخل الألوان والمنظور الثلاثي الأبعاد، فإن ثمة شحنة تعبيرية درامية تنفجر وتشتعل كالحريق في عدد من لوحاته، فتنطلق بها بعيداً عن أرض الواقع إلى عوالم أسطورية.وسبق «أساطير» معرض «بقعة ضوء» الاستعادي للراحل محمود أبو المجد، أحد الفنانين المصريين الكبار المنسيين، وضم جميع أعماله من تصوير ورسم ونحت وغرافيك والتي تبلغ نحو 200 عمل. وأصدر غاليرى «ضي» كتاباً يتناول جميع أعمال الفنان التي حصل عليها بعد عناء وبحث.
زوايا جديدة
نظم غاليري «سفرخان» المعرض السنوي الخامس على التوالي للفنانة والناشطة الرائدة إنجي أفلاطون، كاشفاً عن زوايا جديدة في أعمالها التي وصفها بأنها «أفضل ما في الفن المصري الحديث». وأصدر بيان حول المعرض أن الأخير جاء لتبيان «تأطير العدسة الفريدة التي أنجزت من خلالها إنجي رسوماتها التوضيحية ضمن المنظور الاجتماعي والسياسي لحقوق المرأة والنشاط التقدمي في مصر بعد أربعينيات القرن العشرين، فيما عرف بالحركة الطليعية».وأضاف البيان أن الفنانة «استرشدت بروحها المتمردة قبل كل شيء، بمواضيع كانت بعيدة عن نشأتها المحصنة: الفقر والسجن وحقوق المرأة والنشاط السياسي والعمل الدؤوب للفلاحين المصريين».وجمع المعرض أمثلة من الفترة التي أمضتها في البداية كناشطة في مجالي السياسة وحقوق المرأة، ثم تصويرها القمع الذي كان يمارسه الاحتلال البريطاني في مصر، وما تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.وضمّ المعرض مجموعة متنوعة تتراوح بين الرسومات الأولية إلى الرسومات التفصيلية، ورسومات الحبر الملونة، وعدد قليل من اللوحات المائية. وعُرضت المجموعة الخاصة لهذا العام بمفهوم عرض بقايا مذكرات إنجي البصرية، واختار الغاليري الأمثلة الأكثر إلحاحاً لتقديم إحياء موضوعي لقصة حياة الفنانة الراحلة غير العادية والملهمة بشكل استثنائي.أما عن الأعمال الحديثة فنظم غاليري قرطبة، معرض الفنانة التشكيلية فيروز سمير عبد الباقي «رؤى هجينة.. بحث وتجربة عملية»، ويستمر حتى 24 من الجاري.وتعمل فيروز سمير مدرسة مساعدة في كلية الفنون الجميلة. شاركت في معارض جماعية وحصلت على جوائز من بينها: جائزة مجلة المرأة السوفياتية لرسوم الأطفال، وجائزة جمال السجيني للمتفوقين، والجائزة الثانية في مسابقة راتب صديق من أتيليه القاهرة، وجائزة نقابة الفنون التشكيلية، صالون الشباب السابع عشر2005.في سطور
حصل مصطفى مشعل، على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1967، وشارك في معارض طوافة عدة في محافظات مصر، فضلاً عن مشاركته في المعرض القومي على مدى سنوات متصلة.ونال جوائز عدة، من بينها: الجائزة الأولى في التصوير العام 1961، وجائزة أولى في التصوير من بينالي بورسعيد القومي الأول والثاني 1993،1991، وله مقتنيات في المتحف المصري للفن الحديث بالقاهرة والإسكندرية ودار الأوبرا المصرية.أما محمود أبو المجد فتميز بتنوع أعماله الفنية بين رؤى سياسية وأسطورية تفيض بالخيال والفانتازيا، وباختزالات على مستوى النحت.وتتضمن أعماله لوحات وأعمال تصوير ومنحوتات بمختلف الخامات، وله مجموعة في متحف الفن الحديث، وفي بعض السفارات الأجنبية، ومجموعة خاصة في كندا.