رسائل التغيير العرباوي!
الروح الرياضية الجميلة التي تلمسها الجميع رغم المنافسة الشرسة أثناء الانتخابات وبعد ظهور النتائج كانت باردة على القلوب، حيث خلت بشكل عام من الشعارات السلبية وقبول النتيجة بصدر رحب في إجماع رائع بأن القلعة الخضراء بيت الجميع.
حملت انتخابات النادي العربي جملة من الرسائل الصريحة والمباشرة، وعكست الروح الكويتية بأخلاق رياضية عالية، فكانت قوية في نتائجها لكنها هادئة في حركتها، وكانت منظمة ومهندسة إلا أنها تميزت بعفويتها وتلقائيتها، وكانت تغييراً جذرياً لكنها عرباوية صرفة.من أبرز مؤشرات هذه الانتخابات نسبة المشاركة غير المسبوقة ليس على مستوى النادي بل ربما في تاريخ الرياضة الكويتية، حيث بلغت نحو 85% من أعضاء الجمعية العمومية، والأهم في هذه النسبة القياسية أن قرابة نصف المشاركين لم يلتزموا بالقوائم المتنافسة، وهذه الشريحة هي التي تعبر عن الأغلبية الصامتة التي بيدها قرار الترجيح متى ما أرادت.شعار التغيير كان بارزاً بقوة وفرض كلمته، سواءً بسبب التراكمات العرباوية وجراحها أو كرسالة تحدٍّ في وجه من أراد أن يتدخل في شؤون النادي أو تخيل أنه بات القيّم على كل من في الديرة، ودائماً عندما تبدأ عملية التغيير وتكون نواتها ووقودها فئة الشباب فإنها تتحول إلى قوة جارفة لا يمكن لأحد مهما أوتي من نفوذ أن يقف في طريقها، وهذا ما حصل فعلاً حيث التقت مجاميع الشباب حول شعار التغيير رغم تباين توجهاتهم وميولهم التي تصل إلى حد التناقض بل التصادم أحياناً.
كنتيجة طبيعية انعكس التصويت، وكما بيّن فرز الأصوات المفرقة، في اختيار عيال النادي العربي دون النظر إلى انتمائهم العائلي أو ثقلهم الاجتماعي، بل من خلال الأمل المرجو منهم، وخصوصا من جيل الرياضيين المحبوبين لدى الناس، وكان هذا المؤشر لافتاً في الترتيب الداخلي للقائمتين المتنافستين، كما فرض العنصر الشبابي نفسه في رسالة صريحة لكنها مؤدبة بأن الشباب يجب أن يأخذوا فرصتهم، وأن الجماهير لم تعد تأتمر بالقرارات من فوق ولا يمكن لأحد السيطرة عليهم أو توجيههم.الرسالة الأهم على الإطلاق وصلت عبر الجمهور الوفي الذي تدفق بشكل كبير ليثبت أن للنادي العربي أصالته وعراقته، وأنه حي ومتجدد ومصمم على العودة إلى الأمجاد الرياضية، ولذا نتمنى أن يترجم هذا التحدي الذي مهّد له الزخم الشبابي باهتمام يوازيه، خصوصا في إعادة الفئات العمرية اليافعة على مستوى مختلف الألعاب لتكون قاعدة لفرق تنافس في الألعاب الجماعية والفردية، وتعيد الروح للرياضة العرباوية، ومنها للرياضة الكويتية.الروح الرياضية الجميلة التي تلمسها الجميع رغم المنافسة الشرسة أثناء الانتخابات وبعد ظهور النتائج كانت باردة على القلوب، حيث خلت بشكل عام من الشعارات السلبية وقبول النتيجة بصدر رحب في إجماع رائع بأن القلعة الخضراء بيت الجميع، على أمل أن يكون ذلك إشارة إلى الاستقرار وتهدئة النفوس كمطلب مهم للنادي وجماهيره خاصة في هذه المرحلة.نبارك لمجلس إدارة الأخضر الجديد ثقة جماهير العربي وتحمل المسؤولية القادمة متمنين له كل التوفيق والسداد وترجمة أيقونة التغيير نحو الأفضل، ونتقدم بالشكر الجزيل لأسرة النادي على عطائهم واجتهادهم لسنوات طويلة رغم الظروف القاسية وما بذلوه خدمة للنادي، ويبقى الخير وكل الخير في النادي العربي وجميع وأبنائه المخلصين.