لا تزال مسألة دعوة ليبيا إلى القمة العربية التنموية، التي ستُعقد نهاية الأسبوع في بيروت تتفاعل لبنانياً وليبياً. فبعد إعلان وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية محمد سيالة، مساء أمس الأول، أن بلاده "لن تشارك في القمة الاقتصادية"، موضحاً أن "الامتناع عن المشاركة هو بسبب منع سلطات الأمن في مطار بيروت رجال أعمال ليبيين مشاركين في القمة من الدخول، واحتجاجاً على إهانة العلم الليبي الذي أحرقه مناصرو حركة أمل في بيروت"، طالب مجلس الدولة الليبي "بتجميد العلاقات مع لبنان"، كما شدد المتحدث باسم مجلس النواب الليبي على "ضرورة أن تُدين الحكومة اللبنانية نزع علمنا"، لافتاً إلى أنها "لم تتواصل معنا إثر الأزمة الأخيرة". وأسف "لقيام "ميليشيات شيعية بنزع علمنا".

وفي رسالة إلى نظيره الليبي، في حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة، تتعلق بأزمة "إهانة العلم الليبي"، عبّر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جبران باسيل، عن أسفه لعدم مشاركة ليبيا في أعمال القمة العربية التنموية، مشدداً على "رفضه المطلق للأمور والأعمال التي طالت دولة ليبيا ومشاركتها والتي لا تعبر عن موقفه وموقف لبنان"، وفقا لوكالة الأنباء الوطنية.

Ad

وأكد باسيل حرصه على "العلاقات بين البلدين وضرورة وضعها على السكة الصحيحة من دون أن يتخلى لبنان إطلاقا عن واجبه الوطني بمعرفة مصير سماحة الإمام المغيب موسى الصدر ورفيقيه، وحل هذه المسألة التي عكرت العلاقات بين البلدين لأكثر من أربعة عقود".

ودعا باسيل نظيره الليبي مجددا إلى "تقديم كل ما يلزم من مساعدة لمعرفة مصير سماحة الإمام"، في حين كرر أسفه لما حصل، مؤكدا وجوب معالجته.

وعلى إثر الاعتداء الذي طال الأعلام الليبية في لبنان، والمواقف السياسية الرافضة لحضور الوفد الليبي القمة، عمد عدد من الشبّان على مهاجمة السفارة اللبنانية في طرابلس الغرب والاعتداء عليها.

إلى ذلك، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أمس، عن "انزعاجه الشديد إزاء واقعة إزالة علم ليبيا في بيروت وحرقه، ورفع مكانه رايات حركة أمل"، معتبراً أن "من غير المقبول في أي حال من الأحوال، أو تأسيساً على أية حجة، أن يتم حرق علم أي دولة عربية، خصوصاً إذا كان ذلك يحدث على أرض عربية".

وتأتي هذه المواقف، بعد انتشار مقطع فيديو مسيء على مواقع التواصل الاجتماعي، وثّق عملية تمزيق العلم الليبي وإنزاله من طرف بعض مناصري حركة "أمل"، لاستبداله برايتهم ونعت الليبيين بـ"الخنازير"، وكذلك تداول صور لآخرين أقدموا على دوس العلم الليبي بالأقدام، تعبيراً عن رفضهم لدعوة ليبيا لحضور القمّة، في حركة استفزت الليبيين.

في سياق منفصل، استهل وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل يومه الثاني في لبنان بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، في القصر الجمهوري في بعبدا. وأبلغ عون السفير هيل أنه "كلما دعمت الولايات المتحدة عملية السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط كلما ارتاح الوضع في لبنان وترسخ الهدوء على الحدود الجنوبية". ولفت عون إلى أن "عملية ترسيم الحدود في الجنوب تأخرت لكننا نأمل أن تُستأنف قريباً". ثم توجه هيل إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي توقف "أمام التمادي الإسرائيلي بالخروقات اليومية للقرار 1701 وتجاوزه لليونيفل واللجنة الثلاثية بالاعتداء على الخط الأزرق"، مشدداً على "الحل السياسي في سورية وضرورة استعادة العلاقات اللبنانية - السورية لطبيعتها على الصعد كافة".

كما زار المسؤول الأميركي بيت الوسط للقاء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وأكد هيل بعد اللقاء أن "الشعب اللبناني وحده يجب أن يتخذ القرارات الكبيرة ويحق للدولة وحدها أن تدافع عن نفسها ولا يجوز أن تكون هناك ميليشيا تقوم بحفر الأنفاق أو جمع ترسانة من مئات الصواريخ التي تهدد الاستقرار"، لافتاً إلى أننا "نمضي قدماً في مواجهة إيران في المنطقة وحزب الله في لبنان".