وزارة التربية... الغش والمأتم!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
منْ يظن أن الغش ظاهرة تخصّ الطالب والمدرسة فهو مخطئ مئة بالمئة، فهذا الطالب ليس نبات كمأة، لا جذر له. فهو ابن لأسرة تربى في حضنها، وشرب من ماء قناعاتها. وهو يعيش بالقرب من أب وأم وأخوة، فما تراه تأثير هؤلاء عليه؟ ومن أين تراه تشبع بقناعة الغش؟لا أظنني أبالغ أو أضخّم الأمور إذا قلت للأخ الفاضل معالي الدكتور حامد العازمي، وزير التربية والتعليم، إن مؤتمراً وطنياً يناقش ظاهرة الغش بات أمراً ملحاً، وربما هو أولوية أكثر من التعليم نفسه. مؤتمر وطني تشترك فيه وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزارة الإعلام، ومؤكد جامعة الكويت والجامعات الخاصة، وكذلك عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني، مثل جمعيات النفع العام، وأهم جهة يمكن أن تشارك هي الطلبة. فهؤلاء هم أصحاب القضية، وهؤلاء هم المرضى، وهؤلاء هم أجدر من يجب الاستماع إليه، فلا يمكن لأي طبيب مهما كان ماهراً أن يُشخّص مرضاً لمريض دون الاستماع لشكواه، والتقرب منه ما أمكن للوقوف على معاناته. نعم، مؤتمر وطني يا معالي الوزير بعنوان «الغش ظاهرة لا تخصّ الطلبة» هو أقل ما يمكن أن يكون للحد من هذه الظاهرة المدمّرة. مؤتمر وطني يناقش الظاهرة لا بوصفها سلوك طلبة، بل بوصفها آفة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع الكويتي بأكمله. خاصة إذا أخذنا بالحسبان أن هذا المجتمع ومنذ وجوده الأول عام 1623، وفق رأي الدكتور خليفة الوقيان، قام وتواصل، والثقة أساس متين في التعامل بين أبنائه، وبينهم وبين الآخر العابر بقربهم. فكيف بمجتمع نشأ على الثقة أن يتحول ليؤمن بالغش وسيلة للحياة؟الأخ الفاضل الدكتور حامد العازمي، أردد معك شعراً تعرفه:«وإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْفَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا»«وإذا أصيب القوم في أخلاقهمفأقم عليهم مأتماً وعويلا»