شوشرة: صرخة
إن انحدار لغة الحديث في تناول القضايا يشكل مساساً وعيبا وخرقاً واضحا في الوصول إلى نتيجة محققة لمعالجة المثالب التي تعانيها البلاد، ولكن عندما تتحول اللغة إلى صراخ يؤذي الشعب ويجعله ينتفض رفضا وإدانة واستنكاراً لما يحدث من مساس واضح لديمقراطيتنا في بيت الأمة فهنا تكون أكبر انتكاسة. وعندما يتحول الحوار النيابي إلى تبادل الاتهامات في أمور شخصية بالدرجة الأولى، وتقسيم التوجهات إلى حسب معتقدات البعض الملوثة فهنا تكون المصيبة الكبرى، والأخطر من ذلك سياسة فرد العضلات واستعراض القوة، وكأننا في حلبة مصارعة لا في مجلس يمثل الأمة، خصوصاً أن ديمقراطيتنا سبقت العديد من الدول، وتشكل فخراً وعزة لنا. لكن تبادل القذف أمام مرأى ومسمع الجميع يتطلب منا مراجعة لتدني لغة الحوار، فهذا الأمر لا يمس الديمقراطية فحسب، بل هو مساس واضح بمبادئنا التي تتطلب تدخل العقلاء وأصحاب الرأي لإنقاذها وإعادة تنظيم الأمور وترتيبها بعيداً عن الشخصانية والالتفات إلى الكويت ومستقبلها، لأننا نمر في منحنى خطير يتمثل في سياسة الضرب تحت الحزام أو محاربة الآخرين عبر شخصيات وهمية، أو تحول الحوار إلى أداة هدم لا بناء.ارحموا وطناً ازدادت جراحه بسبب الأفكار المسمومة التي يبثها أصحاب توجهات معينة، لكن الكويت أكبر منهم ومصلحتها فوق كل اعتبار، وإن ثقافة الصراخ أو استخدام التقليد الأعمى في الرد على كل من يتصدون لبعض القضايا الخلافية أصبح أمراً مكشوفاً.
كما أن المتابعين للشأن السياسي صاروا أكثر مأساة وانتقادا من استمرار الحال بلا أي نتائج محققة للشعب الكويتي الذي ينتظر الكثير من السلطتين التشريعية والتنفيذية، خصوصاً أن هناك العديد من القضايا تحتاج إلى إنجاز، ولكن يبدو أننا نحتاج إلى إعادة تأهيل في ثقافة الحوار وطرح الآراء وتنظيمها وفقا لسياسة أدب الحوار والعودة إلى العادات والتقاليد التي تنظم العلاقة في هذا الشأن بعد أن عجز الساسة.أين العقلاء؟ وإلى متى سيستمر مسلسل تبادل الاتهامات؟ وإلى متى ومتى ومتى ونحن نمضي في النفق المجهول؟ آخر الكلام:ارتقوا في أخلاقكم حتى تحققوا طموح الشعب.