«تشافي»
لأفكارنا ومشاعرنا الأثر الأكبر في صحتنا الجسدية، فالجسد مرآة لحالتنا النفسية في الكثير من الأحيان... هذا ما تقوله الرائعة لويز هاي (Louise Hay)، والتي استطاعت أن تتشافى ذاتياً من مرض السرطان وتجاوز طفولتها الصعبة، وكان لها العديد من الكتب والمؤلفات في هذا المجال. تتفق الكثير من دراسات الطب الحديث مع هذه الفلسفة، والتي لها جذور شرقية عتيقة، ووفقاً لهذه الرؤية فإن التشافي يحدث من الداخل ثم ينعكس على الصحة الجسدية، حيث يطلق على الأعراض الجسدية المتأثرة بالأفكار والمشاعر بالأعراض السايكوسوماتية، بل قد بدأت العديد من المؤسسات الطبية بتبني نهج أكثر شمولية معتمدة بذلك على التوافق بين الصحة الجسدية والنفسية.ثم أتت بعد ذلك الطبيبة كريستيان نورثرب (Dr. Christiane Northrup)، وهي طبيبة نساء وولادة، وانتقدت كثرة اعتماد الطب الحديث على الأدوية التي تعالج الأعراض دون معالجة السبب الأساسي للمرض، وتنصح نورثرب بالحفاظ على مستويات الهرمونات ومعدلات الضغط والسكر ليس في الحد الطبيعي فحسب، بل بالمستوى الأمثل (optimum)، وذلك عن طريق تعديل نمط الحياة كي يحوي المزيد من الحركة والتجارب الإيجابية الغنية، بالإضافة إلى التغذية السليمة والاستعانة بالمكملات الغذائية كالفيتامينات والمعادن.
وتذكر نورثرب في محاضرتها بعنوان "جسد المرأة والحكمة الأنثوية" كيفية الحفاظ على صحة جيدة والتمتع بالحياة ما بعد انقطاع الطمث، والتخلي عن الأفكار المغلوطة والنظرة السلبية للتقدم بالسن والتي تغذيها وسائل الإعلام بشكل خاص، وقد صدر لها أيضاً كتاب بالعنوان نفسه، ولها العديد من المحاضرات المسموعة والمقالات المتوافرة مجاناً على شبكة الإنترنت.تغييرات بسيطة يمكن لأي منا أن يضيفها إلى حياته اليومية، لكنها ذات أثر إيجابي عميق كفيل أن يحسن حياتنا. لذا فلنبحث في أرواحنا عن تلك الآلام التي تكتلت لتصبح خللاً جسدياً، ولنشافها بالمحبة والعادات الصحية السليمة، ولا ضير من الاستعانة بذلك التطور الطبي الهائل لدعمنا والتسهيل من رحلتنا نحو التشافي.* "الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر بداية الشفاء". (ابن سينا).