لماذا نُطبّع؟
نؤمن دوما بحرية الرأي، وأن جميع الآراء يجب أن تُسمع، منها ما هو رأي محترم قائم على أسباب منطقية يستحق المناقشة، ومنها ما لا يستحق الاحترام ويندرج تحت سلبيات الديمقراطية بأنك مضطر للاستماع لكل الآراء ما بين تغريد ونهيق.يخرج علينا الصهاينة الجدد من دعاة التطبيع مع الكيان الغاصب بشكل يومي قد يخيل للمرء أنه ممنهج، إذ لم أعتقد يوما أننا سنصل إلى هذه الوقاحة، حيث نسمع هذه الأصوات علناً، ولكن من باب حرية الرأي وجب علينا الاستماع لما يقولون دون وجوب احترامه، فالرأي قد يكون ساقطاً أحياناً، كما تختلف المسوغات بين توحيد الجبهة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو الرأي الذي يسوقه نتنياهو نفسه كلما سنحت له الفرصة، وبين الاستفادة من تطور الكيان في بعض المجالات مما قد يأخذ بأيدينا من وحل التخلف إلى واحة المستقبل. فالمسوغ الأول يعد من الغباء ما يجعل من الصعب الرد عليه، وتكفي الإشارة إلى نشرات الأخبار حتى يعلم الشخص تبعات اختياره، أما الثاني- وهو الذي لا يقل غباء عن الرأي الأول بدوره- فلا يفسر عدم تطورنا رغم علاقاتنا مع أوروبا الغربية واليابان والولايات المتحدة، فالتخلف الذي نعيشه سببه نحن لا عدم التطبيع مع الكيان الغاصب.
كل ما سبق لا يعدو كونه آراء كما ذكرنا، لكن المصيبة تكمن فيمن يتعدى القول ويضرب بالحائط كل الأعراف والقوانين، ويطبّع فعليا مع الكيان الصهيوني، متناسيا المرسوم الأميري بإعلان الحرب الدفاعية مع العصابات الصهيونية، وهذا المرسوم مازال سارياً إلى الآن، مما يجعل أي عمل تطبيعي مع كيان عدو مغتصب خيانة للكويت. لذلك يجب أن يعلم كل من ينادي بالتطبيع أن حديثه هو تعبير عن نفسه فقط، وعندما ينادي بالسلام فليعلم أنه حجب عن عينيه عمداً جرائم القتل المروعة بحق الشعب الفلسطيني والانتهاكات الموجهة ضد الأطفال، ناهيك عن مخالفة مستمرة لقرارات الأمم المتحدة. ما يحدث هذه الأيام إهانة بحق من ارتقى من الشهداء، وأكاد أجزم أن مثل هذه الأفعال والآراء تقض مضاجعهم الشريفة من كويتيين استشهدوا في الحروب العربية ومن إخوتهم من مختلف الأقطار، فارحمونا من خيانتكم يرحمكم الله.