الحجري جسد الواقع بأنماط جمالية عدة في معرض «القرية»
افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، مساء أمس الأول، في قاعة أحمد العدواني بضاحية عبدالله السالم، معرض التشكيلي العماني د. سليمان الحجري بعنوان "القرية"، في إطار فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ25.وبعد جولته، قال د. الدويش: "حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على عملية التبادل الثقافي بين الدول، واستضافة المعارض والفنانين، وخاصة من دول الخليج العربي، بما يسهم في تطور مستوى الفنانين وتحسين مهاراتهم".وتضمن المعرض أعمالا فنية للفنان العماني د. سلمان الحجري، جاءت في أنساق فنية تناولت الكثير من التداعيات والرؤى المتعلقة بالحياة، في تحولاتها المتنوعة، ومن ثم عبر الحجري في بعض أعماله عن الواقع بكل ما يحمله من أنماط جمالية عديدة، تتواصل مع الوجدان المحب للطبيعة والبيئة، والتفاعل بشكل كبير مع الواقعية بمختلف حالاتها.
وتضمنت الأعمال الأخرى لغة سريالية، استطاع من خلالها الفنان أن يتماهى مع الخيال بأكبر قدر من الصدق، وفق رمزية محكمة، وبناء فني مفعم بالحيوية والحركة. وفي معرضه الشخصي الخامس، حرص الحجري على أن يطلق عليه "القرية"، والذي جاء في توجه فني يستدعي الماضي بملامحه الجميلة وذكرياته المستقرة في الذهن والمشاعر، مثل مراتع الطفولة، وبساتين النخيل، والبيوت الطينية، وغيرها، وهو استدعاء استخلصه الفنان من خلال محاولات جادة في التواصل مع حزمة متنوعة من العناصر الفنية، بأساليب متناغمة مع الواقع والخيال معا.ومن خلال أكثر من 33 عملا تشكيليا، استطاع الفنان أن يضع المتلقي أمام رؤيته، التي يريد بثها في وجدانه، وهي رؤية استخلصها الحجري من مختلف الاتجاهات التشكيلية، وبحرفية تتبدى فيها الصور الجمالية في أشكال مفعمة بالحركة، وذات دلالات فنية متنوعة.والحجري من الفنانين المحبين للطبيعة، ذلك الحب الذي ظهر جليا في أعماله، سواء في هذا المعرض أو المعارض السابقة الأخرى، وقد ظل مرتبطا بهذا الحب خصوصاً بعد إتمامه رسالة الدكتوراه الفلسفية في الفن والتصميم الجرافيكي بجامعة لافيره البريطانية.وهو حاصل على بكالوريوس التربية الفنية قسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، والماجستير في التصميم الجرافيكي من جامعة التكنولوجيا في مدينة سيدني الأسترالية.والمعرض في شكله العام يعطي فكرة عميقة عن "القرية" التي تشغل وجدان الحجري، ولها في مشاعره ذكريات جميلة، حرص على أن يوثقها تشكيليا بأعمال اتسمت بالتنوع، والمدلولات الفلسفية، والمفردات التشكيلية التي تتحاور مع الطبيعة، معلنة رغبتها في أن تبدو متحركة في اتجاهات عدة.