وضعت القمة العربية الاقتصادية التنموية في دورتها الرابعة على سكة العمل الفعلي، من خلال اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب، أمس الأول، الذين ناقشوا جدول أعمال القمة في فندق "فينيسيا"، تمهيداً لوضعه على "طاولة الرؤساء" اليوم. ومع غياب معظم القادة العرب عن القمة، بعد الاعتذارات المتتالية، أتت المفاجأة من قطر، حيثُ أعلنت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أمس، أنّ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيشارك في القمة شخصياً، وبذلك يكون القائد الخليجي الوحيد فيها. وقالت مصادر متابعة إن "كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون في القمة سيكون فيها حديث عن اهمية العمل العربي المشترك، وعن واقع أمّتنا العربية، الصعوبات والمشاكل التي واجهت بعض الدول العربية، كذلك ستتطرق الى الواقع الاقتصادي العربي". وختمت: "سيطلق الرئيس عون مبادرة ستميز قمة بيروت". وحصلت لقاءات ثنائية وموسعة، أمس، بين أعضاء الوفود، تناولت صياغة الفقرات الاخيرة والبنود التي هناك حاجة إلى تطويرها أو تعديلها، لا سيما البند المتعلق بالنازحين السوريين، وهي لقاءات تساعد على تأمين المناخ الذي يؤدي إلى ان يكون البيان الختامي اليوم بيانا شاملا ومتفقا عليه بين كل الاعضاء.
وصول الوفود
ووصلت من صباح أمس طلائع الوفود العربية الرسمية المشاركة في القمة الاقتصادية إلى بيروت، وحضر الى مطار رفيق الحريري الدولي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واستقبل الممثل الشخصي للسلطان قابوس نائب رئيس مجلس الوزراء العماني أسعد بن طارق على رأس وفد، وبعد استراحة في المطار غادر المسؤول العماني الى مقر اقامته والرئيس عون الى بعبدا، ليعود بعد الظهر ويستقبل الرئيس الموريتاني. كما ووصل الى بيروت رئيس مجلس وزراء فلسطين رامي الحمدلله، وكان في استقباله على ارض المطار الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي استقبل بعده أيضاً رئيس مجلس الأمة الجزائري وممثل رئيس الجمهورية عبدالقادر بن صالح. كما وصل تباعاً عن السودان النائب الأول للرئيس السوداني الفريق اول الركن بكري حسن صالح، ممثل الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صباح الخالد، ومن تونس وزير الشؤون الخارجية خميس الجيهيناوي، وعن المغرب وزير الخارجية ناصر بوريطة وعن الأردن عمر الرزاز رئيس الوزراء وعن البحرين وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وعن السعودية وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان.الحريري
إلى ذلك، أكد الرئيس الحريري أنه "لا يمكن التطلع إلى مستقبل دول المشرق والاستعداد للمرحلة المقبلة من دون مشاركة فعلية للمرأة في رسم هذا المستقبل". وشدد الحريري، خلال مؤتمر التمكين الاقتصادي للمرأة العربية في السرايا الحكومي، أمس، على أن "غياب المرأة في دولنا عن سوق العمل هو غياب لنصف المجتمع، وهذه خسارة أكيدة في الناتج المحلي وفي النمو وفي تجدد الموارد البشرية وتعددها، كما انه خسارة في الإنتاجية والتنافسية". ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط إلى ان "سعينا إلى تفعيل دور المرأة العربية يأتي في إطار الوعي بالتحديات المتنوعة التي تواجهها، نتيجة لعدّة أسباب منها النزاعات المسلّحة التي شهدتها المنطقة". وقال: "وصف البعض ما يحدث في الأمّة بأنه الربيع، لكن للأسف كان هذا الربيع مدمراً لنا جميعاً".باسيل
في السياق، دعا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في اجتماع وزراء الخارجية والاقتصاد العرب لمناقشة جدول اعمال القمة التنموية العرب، الى احتضان لبنان، وقال: "احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوماً احداً منكم ولم يعتد يوماً على اي مواطن عربي، بل كان ملجأً وحامياً وحافظاً لشعوبكم ومعمّراً لبلدانكم، ومستوعباً لتنوّع حضاراتكم وثقافاتكم، ويبقى دوماً واحة المحبة لكم والضيافة بكم والتهليل لكم ولقدومكم". وقال باسيل: "سورية هي الفجوة الأكبر اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدل ان نشعر بخفّة وجودها. سورية يجب ان تعود الينا لنوقف الخسارةَ عن انفسِنا، قبل ان نوقفها عنها. سورية يجب ان تكون في حضننا بدل ان نرميها في احضان الارهاب، دون ان ننتظر اذناً او سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على انفسنا عاراً تاريخياً بتعليق عضويتها بأمرٍ خارجي وبإعادتها بإذنٍ خارجي، وكي لا نضطر لاحقاً الى الاذن لمحاربة ارهاب او لمواجهة عدو او للحفاظ على استقلال، وكي لا نسأل ماذا تبقى من عروبتنا".