يتميّز مهرجان السينما الأوروبية في دورته الخامسة والعشرين بحدثين خاصين، الاحتفال بالشراكة مع سينماتيك بيروت من خلال تعاون طويل الأمد بين أوروبا ولبنان، وذلك بتقديم ثلاثة أفلام صورت في العاصمة اللبنانية بعد الحرب وأنتجت بصورة مشتركة مع فرنسا وألمانيا والسويد هي: «أشباح بيروت» لغسان سلهب، و«كان يا ما كان بيروت» لجوسلين صعب، و«الشيخة» لليلى عساف، وستعرض للمرة الأولى منذ إطلاقها في تسعينيات القرن الماضي.أما الثاني فهو عرض ثمانية رسامين نظرتهم إلى أفلام أوروبية ذائعة الصيت في حدث واحد فريد من نوعه، وستكشف أعمال كل من ترايسي شهوان، وغدي غصن، وكارلا حبيب، ونور حيفاوي، وجوزف قاعي، وكارن كيروز، ومحمد قريطم، ورفاييل ماكرون في هذه المناسبة أهمية تصميم ملصقات الأفلام.
أفلام روائية وقصيرة
يفتتح مهرجان السينما الأوروبية الخميس 24 يناير بالفيلم الروماني «6.9 على مقياس رختر» للمخرج نائي كارانفيل. يذكر أن رومانيا تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وسيعرض خلال المهرجان 34 فيلماً روائياً حديثاً من دول الاتحاد الأوروبي وفيلم روائي من سويسرا، حازت كلها جوائز في أهم المهرجانات العالمية، فضلاً عن أول أو ثاني إنتاج لمخرجين واعدين.كذلك يتضمن المهرجان فيلماً روائياً تكريماً للمخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي، وعرضاً سينمائياً مع عزف حي لفرقة Two or The Dragon (الثنائي عبد قبيسي وعلي الحوت) التي ستؤدي مقطوعاتها الأصلية للفيلم الكلاسيكي السوريالي «دم شاعر» لجان كوكتو (إنتاج 1930)، و12 فيلماً قصيراً من إخراج طلاب معاهد فنون سمعية وبصرية في لبنان، ستُعرض بحضور الطلاب وطواقم الأفلام وستمنح جوائز لأفضل 3 أفلام قصيرة، و4 أفلام موجّهة إلى جمهور الشباب، وسيدعو المهرجان أطفالاً من فئات اجتماعية واقتصادية فقيرة ومن اللاجئين إلى مشاهدتها. أحد أبرز محاور المهرجان أيضاً حلقة نقاش بعنوان «أهلا بكم في المحادثة اللغوية حول كتاب الصورة لجان لوك غودار» مع المنتجين فابرييس آرانيو وميترا فرحاني.تعاون ثقافي فني
إطلاق فعاليات «مهرجان السينما الأوروبية» في دورته الخامسة والعشرين جاء ضمن مؤتمر صحافي عقدته سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، شددت خلاله على أهمية المهرجان في إبراز نقاط التلاقي بين لبنان والاتحاد الأوروبي في إطار فني ثقافي، ومدى تطوره منذ إطلاقه إلى اليوم، إذ بات محطة ينتظرها محبو الفن السابع، موضحة أنه يتضمن هذه السنة مجموعة أفلام قصيرة لمخرجين شباب لبنانيين.أضافت: «نحتفل هذا العام بربع قرن من التعاون الثقافي بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، أصبح خلاله مهرجان السينما الأوروبية علامة بارزة في أجندة بيروت الثقافية ومنصة لتعزيز حرية التعبير والنقاشات الحيوية. وقد تطورت موضوعات الأفلام التي عرضت في المهرجان على مدار 25 عاماً لمعالجة قضايا تهم ّالمجتمعين اللبناني والأوروبي».فعاليات في 9 مدن
يتميّز «مهرجان السينما الأوروربية» في دورته الخامسة والعشرين، بأنه لا ينحصر في العاصمة بيروت فحسب بل ستنظم نسخ عنه في المناطق اللبنانية المختلفة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على الشكل التالي: صيدا (1-3 فبراير)، والنبطية (4 فبراير)، وصور (5 فبراير)، وجونيه (4-8 فبراير)، وطرابلس (7-9 فبراير)، وزغرتا (8 فبراير)، ودير القمر (11-51 فبراير)، وزحلة (19-18 فبراير)، وبعلبك (20 فبراير). ستعرض مجموعة من الأفلام في هذه المدن التسع، بالتعاون مع المكاتب المحلية للمعهد الثقافي الفرنسي».