اضطرابات الوحدة البلجيكية
![المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1537372407438337300/1537372562000/1280x960.jpg)
في أعقاب استفتاء استقلال كتالونيا في عام 2017، هرب زعيم الانفصاليين كارلوس بوتشدمون إلى بلجيكا، صحيح أنه يدعي أنه لم يتلقَّ دعوة رسمية، إلا أن روابط بوتشدمون المعروفة جيداً بالتحالف الفلمنكي الجديد دفعت كثيرين إلى الافتراض أنه توصل إلى اتفاق مع الوطنيين الفلمنكيين. برهن هذا الخلاف أيضاً حجم القوة السياسية التي كسبها التحالف الفلمنكي الجديد منذ انتخابات عام 2014. صحيح أن المجموعات الوطنية كانت تعمل بتكتم في البرلمان الفدرالي حتى عام 2017، إلا أنها بدّلت بشكل كبير الأجندة السياسية البلجيكية، وخصوصاً في المسائل الأوروبية، فبعد تبني الحزب موقفاً أكثر انتقاداً للمشروع الأوروبي (من دون أن يصبح مناهضاً بالكامل للوحدة الأوروبية)، تحدى هذا الحزب علانية محور إجماع تقليدياً في السياسة الخارجية البلجيكية: الحاجة إلى اتحاد أكثر تقارباً. واللافت للنظر أن دولاً أوروبية عدة لم تنتبه عموماً لهذا التغيير، فكما يُظهر تقرير "مستكشف الائتلاف" الخاص بالاتحاد الأوروبي، ما زال شركاء بلجيكا الأوروبيون يعدون هذا البلد ملتزماً بالوحدة الأوروبية الأعمق أكثر من كل الدول الأعضاء الأخرى باستثناء اثنتين منها.علاوة على ذلك تُظهر دراسة المجلس الأوروبي للسياسة الخارجية هذه أن بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ ما زالت تتشارك في عدد من التفضيلات في السياسة الأوروبية، ولكن يجب ألا نبالغ في تقييم أهمية هذه المجموعة: يشير تقرير "مستكشف الائتلاف" إلى أن المسؤولين البلجيكيين أكثر استعداداً للتعامل مع فرنسا، مقارنةً بهولندا ولوكسمبورغ، ولا يُعتبر هذا الواقع مجرد خطوة عملية، بل يعود أيضاً إلى تأثير المنافسة بين الأحزاب الوالونية والفلمنكية في السياسة الخارجية البلجيكية. ويدّعي، على سبيل المثال، بعض المسؤولين البلجيكيين الناطقين بالفرنسية أنهم سعوا إلى نيل دعم فرنسا لأنهم يخشون تنامي "النفوذ الهولندي"، وهكذا تجد بلجيكا، التي تُعد إحدى القوى المحفزة للتكامل الأوروبي، نفسها في وضع مشابه لحالة الاتحاد الذي ساهمت في تأسيسه: تغرق في الانقسامات الداخلية بين مكوناتها وترجو سراً النجاح في تفادي الانهيار خلال جولة الانتخابات التالية.*سيمون ديسبلانك*