افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة معرض الفنانة التشكيلية منال الشريعان «حروف من الذهب»، بحضور المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ25.وبهذه المناسبة، قال العبدالجليل: «تميز معرض الفنانة الشريعان، بنوعية اللوحات التي تعتمد على فن تشكيل الحروفيات، وهذا الفن هو الذي ميز الشريعان من حيث القدرة على التعبير والتشكيل بحروف، وذلك يؤكد المقولة التي دائما نرددها عن أهمية دور الكتاب وأنه خير جليس في هذا الزمن، ونجد هذه الحروف تعبر عن القراءة والثقافة والفكر، فهي دلالات على وجود معرض من هذا النوع يبين الحرف العربي ودلالاته ومعناه في اللغة والثقافة».
الحروفيات
من جانبها، قالت الشريعان: «هذا معرضي الثالث الشخصي، فهو يتعلق بالحروف من خلال الرسم الواقعي، وإدراج الحرف عنصرا أساسيا في العمل، والذي يميز معرضي هذا بالذات أنني أدخلت المنحوتات الخشبية، وأدخلت عليها الحروف، وأوجدت فكرة في كل منحوتة، وأتمنى أن يكون المعرض نقلة نوعية بالنسبة لي في أن يصبح قفزة لي على خط ثانٍ». وأوضحت الشريعان أنها شاركت بـ 18 عملا فنيا وعشرين منحوتة من الخشب، وأنها تحب التراث ونقل الثقافة العربية الخليجية من خلال الموضوع الذي تنتقيه وعلقت قائلة: «أنا حريصة على وجود المرأة والثقافة العربية الإسلامية من خلال الحروف، والتراث، ووجود الطيور، والخيول، فأنا أحس أن تلك الأشياء قريبة مني». وذكرت أن تحضير المعرض استغرق منها ستة أشهر، أما المنحوتات فقد أخذت مجهودا أكبر. وعن المنحوتات الخشبية تقول الشريعان: «أتمنى أن يكون لي السبق فيها، لأنه لم يطبق أحد فكرة الحروفيات في الأعمال الفنية، فأنا طبقتها على الشرائح الخشبية. والحروف هي مجرد حروف فأنا أخذت جمال الحروف وليس الكلمة، فأنا حريصة على اختيار اللون، وموقع الحرف، حتى أوجد هذه المنحوتة». وبينت الشريعان أن الفن التشكيلي يعتمد على الموهبة والممارسة، وفي البداية يستند إلى الموهبة، لكن الممارسة تزيد الفنان خبرةً. وتابعت أنها شاركت أخيرا في معرض في إيطاليا وعرضت أعمالها في روما وفلورنسا مع مجموعة من الفنانات الكويتيات، لافتة «أنا عرضت الحروفيات». وقد تركت انطباعا قويا لدى المتلقين الأجانب.تأكيد الرمز
وحرصت الشريعان في معرضها على أن تكون الرؤية متواصلة مع الكثير من المفردات الإنسانية، خصوصاً فيما يتعلق بالمرأة التي رصدتها في أكثر من لوحة وبورتريه، مركزة في المقام الأول على ملامح الوجه، وفق تصورات مفعمة بالبراءة والجمال، وبمدلولات تتحرك في أكثر من اتجاه، وفي أنساق فنية تتحاور مع الواقع والخيال معاً، من اجل رصد صور تعبر بشكل صريح على ما تتمتع به المرأة من ميزات كثيرة، منها أنها سر البقاء على هذه الأرض ومصدر الجمال والحنان، ومصدر مهم من مصادر السعادة، كما أنها المحرك الرئيس للكثير من الأحداث التي تعج بها الحياة، وهي ملمح ضروري لكي تظل الحياة مشرقة بالحب والألفة والسلام.وأكدت على الرمز في العمل التشكيلي من خلال الأصالة التي رمزت لها بالحصان، بكل ما يحمله من جرأة وقوة وتحدٍّ، ومن ثم استخلصت رؤيتها للأصالة من خلال هذا الحصان، الذي اتسمت صفاته خلال التاريخ العربي بالكثير من ملامح الجمال. كما أنها استخلصت رؤيتها الرمزية للسلام من خلال الحمام بألوانه البيضاء، وذلك في سياق تشكيلي مفعم بالتنوع والتواصل المستمر مع الحياة، بكل ما فيها من أحداث متسارعة.وركزت الفنانة في رصدها الحسي على طيور أخرى ترى فيها القوة مثل الصقر الذي رصدته ريشتها في مدلولات رمزية متنوعة، إضافة إلى أعمال أخرى يمكن قراءة محتواها من منظور جمالي جذاب، مثل اللوحة التي نشاهد فيها ثلاث بنات يقرأن في كتاب واحد، دلالة على التعاون والحب، والقرب من المعرفة والثقافة، وهي صفات ترى الفنانة أنها موجودة بكثافة في البنات الكويتيات.