ماذا أضافت شخصية «أيوب» في «ثورة الفلاحين» إلى مسيرتك المهنية؟
الشخصية لا تضيف إلى الممثل الحقيقي، بل على العكس، يضيف الممثل الحقيقي إلى الشخصية المكتوبة، وهذا الرأي ليس تكبرّاً إنما ثقة نكتسبها بفضل الخبرة والتعمّق بالمعرفة، ما يُغني الإنسان. في رأيي، كانت الحياة في العقود السابقة أجمل لما فيها من قيم إنسانية نفتقدها في عصرنا هذا.ما يعني أنك تفضّل المسلسلات التاريخية عن تلك المعاصرة مثل مسلسل «ثواني»؟طبعاً، أفضّل الأعمال التاريخية لأنها تحكي عن قيم ورجولة واحترام، وعن أخلاق وتقاليد قيّمة افتقدناها تدريجاً. كلمّا تطوّرنا اضمحلّ الإنسان في داخلنا. لهذا السبب حاولت إعداد مسرحية «لما صرت إنسان» للتعبير عن رسالة بضرورة الحفاظ على الطفل في داخلنا لئلا نفقد إنسانيتنا.ما هو توصيفك لواقع الإنتاج المحلي ومستوى الأعمال الدرامية انطلاقاً من مسيرتك المهنية الطويلة؟واكبت لعقود أوضاع الدراما اللبنانية وتقلّباتها. شكّل مسلسل «العاصفة تهبّ مرتين» أول نقلة نوعية في مسيرة الدراما اللبنانية، لأننا انطلقنا حينها من التصوير داخل الاستوديو إلى التصوير الخارجي.من المفترض أن تكون الدولة مسؤولة بالحدّ الأدنى عن هذا القطاع، من خلال وزارة الإعلام التي أحترم جداً وزيرها ملحم رياشي، وذلك لأن محطات التلفزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب التطوّر التكنولوجي الذي قطعنا فيه مرحلة متقدّمة من حياتنا العملية. وبسبب تراجع بعض الدول العربية أيضاً عن مدّ اليد إليها، وقد شكّلت سابقاً منابرها السياسية. ولا ننسى أن إلغاء الوكلاء الحصريين للإعلانات، أسهم أيضاً في تراجع الأوضاع المادية لدى تلك المؤسسات، ما أثّر بطبيعة الحال في المجالات الأخرى من بينها شركات الإعلان والإنتاج، وانعكس بدوره علينا، كممثلين وكمواطنين أيضاً. فبدلا من أن نفتخر بوطننا بتنا نخجل به، خصوصاً أن السياسيين أخذوا كل الأدوار وما يميّزنا هو حرف جرّ، فنحن نمثّل للناس، وهم يمثّلون على الناس. كلّما كان المنتج متمكّناً مادياً على الصعيد الفردي، قدّم إنتاجات درامية نوعية.ليس بالضرورة. صحيح أنني غير مواكب للمسلسلات لتقويم مستوى النصوص أو الإخراج، إنما هذا الوضع العام يؤثر سلباً في الأمور كافة. ربما يحاول بعض المنتجين الذي لا يسترّد تكاليف إنتاجاته المحلية للأسباب التي ذكرت، أن يسترخص في عملية الإنتاج لضمان الاستمرارية قدر المستطاع من دون خسارة فادحة. «سهيل كرم» في «ثواني» زوج وأب يسعى إلى الحفاظ على سلامة عائلته ولكن نشعر بأن ثمة خبايا في شخصيته. تناقشت مع المنتج والكاتب والمخرج في تركيبة هذه الشخصية لإيصالها بصدق إلى المشاهد فتؤدي دورها المنتظر في المسلسل. في رأيي، أي رب عائلة وأب تهمّه مصلحة عائلته أوّلاً مهما كان عديم الأخلاق أو يسعى إلى التخطيط لما فيه مصلحته الشخصية أحياناً.
تاريخ مهني
مهما كان مستوى أي عمل درامي ومهما طاولته انتقادات، تحظى دائماً بإعجاب الجمهور، إلام تعزو ذلك؟التمثيل جزء كبير من حياتي وشغفي الأكبر لذا اجتهدت واطلعت وواكبت تطوره، ورغم ذلك لا أزال تلميذاً في هذه الحياة. أعتبر أن أهم معلّم في الحياة، هي الحياة نفسها، فإذا لم نفهم المجتمع حولنا لن نستطيع التعبير عن صورته الصحيحة. إلى ذلك، أواكب الناس ومشكلاتهم ولا أعتدي إلا عمّن يمسّ بكرامتي. من هنا، علاقتي بالناس رائعة، وأحترم الإنسان في داخلنا ودورنا كممثلين أن نوصل الرسالة بطريقة صحيحة إلى الآخرين، فنشكّل بصيص ضوء صغيراً لهؤلاء. أتمتع بتقديم شخصيات مختلفة عن بعضها البعض وتقمص شخصيات لا تشبهني. في رأيك هل تعاطف الجمهور معك نتيجة منطقية لتاريخك المهني؟إنه احترام لعطائي، كذلك محبّة وتقدير صحيح لتعبي. لهفة الجمهور في لحظة اللقاء دليل على أنني أقدّم له أكثر مما يتوقع لذا يحترمني ويحبني. يتسم اللقاء الرائع بالفرح والابتسامة، فيكون ذلك مدعاة فخر لي ومكافأة مهنية.لديك عدد من الأعمال العربية المصرية والسورية التي لم تُعرض بعد، ما تفاصيلها؟ثمة أعمال أوقفت أو تأجلت، إنما سيُعرض قريباً مسلسل «هوا أصفر» الذي يتناول مواضيع حسّاسة متعلقة بالمجتمع المعاصر، يتطرّق إلى المتاجرة بالمخدرات والعصابات. نُفّذ بطريقة جميلة جداً والممثلون فيه مثقفّون ويدركون تماماً كيفية بناء الشخصيات.انتشار وطموح
ما تفاصيل شخصيتك في الفيلم الإماراتي «راشد ورجب»؟فيلم إماراتي لمحمد سعيد حارب صوّرناه في أبو ظبي، أديت فيه دور رجل أعمال فرنسي «دوكاس» نصّاب يأتي إلى الخليج لجمع ثروة من خلال أعمال احتيال. الفكرة جميلة وطاقم العمل محترف، لذا كانت تجربة لذيذة جداً. تعزو انتشارك العربي إلى علاقاتك الخاصة أم إلى تراكم الخبرات؟أعزو ذلك إلى الاجتهاد والتثقيف الذاتي لتحقيق ما وصلت إليه. العطاء بصدق يجعل الآخرين يشعرون بالممثل ويحبّونه.هل يتغيّر الطموح مع الخبرة؟يزيد الطموح بالتجديد والتغيير، لأن من المعيب أن أقدّم عملاً يعيدني إلى سنوات خلت. أعد الجمهور بكل لقاء أن يتوقع الأفضل لئلا تتغيّر علاقتنا.كيف تجري التحضيرات لمسرحية «خليل الكافر»؟نتعاون مع لجنة «جبران خليل جبران»، لتقديم مسرحية بإطار مميّز جداً عن قصة «خليل الكافر» التي كتبها هذا اللبناني العظيم عام 1908 في «الأجنحة المتكسّرة». مسرحها البروفسور طلال الدرجاني الذي تعرّفت إليه أخيراً وتمنيت لو تعاونا مسرحياً منذ سنين. ستشكّل هذه المسرحية نقلة نوعية، ونوعاً من الإيقاظ الفكري والحسّ الانساني في هذا البلد. سيرى الجمهور فادي ابراهيم بحلّة مختلفة، وسيشهدرؤية جديدة لكتابة جبران خليل جبران. نجتهد لتقديم عمل مميّز نجول فيه عالمياً وأخطط لأداء المسرحية باللغة الإنكليزية أيضاً.متى ينطلق تصوير النسخة الجديدة من «العاصفة تهبّ مرتين»؟شكّل هذا المسلسل نقلة نوعيّة في الدراما اللبنانية. تطرح النسخة الجديدة مصير الشخصيات الأساسية والأولاد بعد مرور 25 عاماً. سيعود إليه جزء من طاقم العمل، ومن ضمنه رولا حمادة وأنا. وأعتقد أنه سيعالج بطريقة متقدّمة ومميزة.غالبية النجوم اللبنانيين انطلقوا من هذا المسلسل.لا شكّ في أن كثراً انطلقوا منه وأصبحوا نجوماً لديهم ثقلهم ووقعهم في قطاع الفنّ.لم لم يحقق مسلسل «لأنك حبيبي» نسبة مشاهدة مرتفعة رغم أن طاقم العمل مميّز جداً ويضمّ نخبة النجوم اللبنانيين؟ربما بسبب عملية التسويق، أو توقيت عرضه. عند وجود تناقضات في التركيبة الأساسية للعمل، ينعكس ذلك نتيجة سلبية.ما رأيك بثنائيتك مع تقلا شمعون، ورولا حمادة، ونهلا داود، وكارمن لبس، وورد الخال، وكارول سماحة؟إنهنّ ممثلات محترفات لديهنّ موقعهنّ ولكل منهنّ شخصية خاصة بها متميّزة عن الأخريات. لدي متعة بالعمل معهنّ ومع كارول الحاج أيضاً وتربطنا علاقة محبة وصدق وعطاء واضح في الأداء. إلى ذلك تجمعني علاقة محبة بكل الممثلين وهذه المحبة لا بدّ من أن تنعكس على مستوى الأداء والعمل.أعمال عربية
حول أعماله العربية الجديدة يكشف فادي ابراهيم، أن لديه عملين مهمّين جداً، ولكنه لا يستطيع التحدث عن تفاصيلهما وفق شروط شركة الإنتاج. ويتابع: «أحد العملين يجمعني بالممثلة تقلا شمعون سنصوّره قريباً. كذلك لدي مشاريع لبنانية محلية مرتقبة من بينها «رصيف الغرباء» و«موجة غضب».