وجهت ألمانيا، أمس، ضربة لتحركات «الحرس الثوري» الإيراني، وسحبت رخصة تشغيل شركة الطيران المفضلة له «ماهان» على أراضيها.وقال مصدر كبير بالحكومة الألمانية، أمس، إن برلين ألغت تصريح التشغيل الخاص بالشركة الإيرانية، موضحاً أن ذلك يعود لأسباب تتعلق بالسلامة، وللاشتباه في أن الشركة تستخدم لأغراض عسكرية.
وتشتبه الحكومة في أن الشركة، المدرجة على قائمة العقوبات الأميركية منذ 2011، تُستغل من الحرس الإيراني في أغراض عسكرية، خاصة نقل عناصر إلى سورية خلال سنوات الحرب الأهلية، بغرض دعم نظام الرئيس بشار الأسد.في هذه الأثناء، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صحة الأنباء، التي ترددت عن استدعاء الخارجية الألمانية للقائم بالأعمال الإيراني في برلين.وفي سياق قريب، وصل نائب وزير الخارجية البولندي برزميسلاف لانغ، أمس، إلى العاصمة الإيرانية طهران لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي.وتأتي الزيارة بعد احتجاج طهران قبل أيام على اعتزام بولندا، بالتعاون مع الولايات المتحدة، عقد مؤتمر فبراير المقبل لمناقشة نفوذ إيران وانشطتها في الشرق الأوسط.وكانت الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال في السفارة البولندية لإبلاغه احتجاج طهران على المؤتمر المقرر في وارسو في 13 و14 من فبراير المقبل.وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن إيران لاتزال تحتجز أميركيين أبرياء كرهائن، مطالباً طهران بوقف ما اسماه «حملة الرهائن الإرهابية».
توتر خوزستان
من جانب آخر، عاد التوتر إلى محافظة خوزستان الإيرانية، خاصة مدن الأهواز وشوش ودزفول، بعد أن قامت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة القضائية بهجوم واسع على منزل أحد أقارب إسماعيل بخشي زعيم عمال معامل القصب السكر في دزفول، مساء أمس الأول.وأكد أحد أقارب بخشي لـ«الجريدة» أنه في البداية أرسلت النيابة العامة سرية لاعتقاله في منزله بمدينة شوش، لكن السرية واجهت مقاومة منه ومن بعض الأهالي، مما دفعها إلى طلب تعزيزات. وتمكن بخشي من الفرار إلى دزفول القريبة من شوش، لكن الأجهزة الأمنية تتبعته وهاجمت المنزل الذي لجأ له واعتقلته مع عدد كبير من أقاربه وعمال كانوا بصحبته.ولاحقاً، أصدرت النيابة العامة بيانا أكدت فيه أن اعتقال بخشي جاء بعد أنباء عن تحضيره للهرب خارج البلاد.وأطلق سراح بخشي الذي تم اعتقاله بسبب احتجاجات عمال معامل القصب السكر على عدم دفع رواتبهم، منذ شهر. وسعى إلى إقامة دعوة قضائية ضد وزارة الاستخبارات، متهما اياها بتعذيبه واجباره على توقيع اعتراف بارتكاب أفعال لم يرتكبها.لكن السلطات القضائية رفضت شكوى القيادي العمالي لعدم وجود أدلة، ونشرت فلماً مصوراً عنه يعتبر أنه ينتمي إلى احد الأحزاب العمالية الشيوعية اليسارية ومقرها السويد وأن كل عملية الاحتجاجات لعمال معمل القصب السكر تدار من غرفة عمليات في استوكهلم.في موازاة ذلك، اعادت السلطات الإيرانية اعتقال الناشطة الخوزستانية سبيده قليان وأخيها الذي تصدى لضابطات السلطة القضائية.وتم إطلاق سراح سبيده الداعمة لإضراب عمال معمل القصب، برفقة إسماعيل بخشي، لكنها نشرت فيديو مصور عبر مواقع التواصل قالت فيه إنها تعرضت للضرب وأجبرت على توقيع اعترافات كاذبة. وأكدت أنها مستعدة للحضور كشاهدة من أجل اثبات ادعاء بخشي للتعذيب. وذكرت أن الأجهزة الأمنية تنصتت على مكالماتها الهاتفية الخاصة وطالبتها بتسجيل اعترافات عن إقامة علاقات جنسية مع بعض الرجال من أقاربها، وهددتها بنشر هذه الوثائق إذا «لم تعد إلى صوابها» وتصمت.وبعد حملة الاعتقالات هذه عاد عمال معمل القصب السكري في مدينة شوش للتظاهر، بعد انتهاء دوام عملهم أمس، مطالبين بالافراج عن بخشي وسبيده قليان وباقي المعتقلين.حجب التقنية
إلى ذلك، هاجم الرئیس الإیراني حسن روحاني، خلال كلمة بمناسبة الذكری الأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة، دعوات الأجنحة المتشددة في النظام لحجب التقنیات الحدیثة والمتطورة في مجال الاتصالات عن الشعب.وقال روحاني، في اجتماع لوزارة الاتصالات، إنّ معارضة مطالب عامة الناس لیست أمراً شرعیاً وقانونیاً. وأعرب الرئيس عن اعتقاده بأنّ النزعة الرافضة للسماح بإدخال التقنيات تعود لـ«فكر عفى عليه الزمن»، مشیراً إلی ضرورة تثقيف الشعب بكيفية الاستفادة الصحیحة من التقنيات الحديثة، بدلا من معالجة المشاكل الناجمة عبر الحجب والمنع. وأرجع الرئيس محاولات التعتيم الإعلامي إلى حقبة حكومة الشاه، التي حاولت منع موجات الاذاعة وأجهزة الراديو، لتفادي انتشار أفكار معادية.