الهوية الوطنية والهوية الشخصية
لم تتأثر الهوية الكويتية بكل الهجرات التي مرت عليها، ولا بعدد الوافدين الذي يوازي ثلثي السكان مع ما حملوه معهم من ثقافات وعادات، وظلت محافظة على هويتها ولحمتها الوطنية وقيمها، ولأجل ذلك لا بد من التفريق بين الهوية الوطنية والهوية الشخصية.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
الكويت، ومنذ نشأتها في بدايات القرن السابع عشر، استطاعت حماية حدودها والمحافظة على هويتها الوطنية رغم قساوة الحياة، بل نجح أهلها في وضع بصمتهم الاقتصادية بالمنطقة بعد تسيدهم على تجارة اللؤلؤ والنقل البحري حتى جاء اكتشاف النفط وتغيرت الحال، فأصبحت محطة الباحثين عن أرض الأحلام في المنطقة مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد السكان. هنا أرجع إلى الهوية الكويتية التي لم تتأثر بكل الهجرات التي مرت عليها، ولا بعدد الوافدين الذي يوازي ثلثي السكان مع ما حملوه معهم من ثقافات وعادات، إلا أنها ظلت محافظة على هويتها ولحمتها الوطنية وقيمها، ولأجل ذلك لا بد من التفريق بين الهوية الوطنية والهوية الشخصية. إذاً للهوية الشخصية تعريف آخر يختلف عن الهوية الوطنية، وهي بمثابة بطاقة تعريفية لحاملها، ومن هنا تأتي أهمية تصويب الهوية الوطنية والتفريق بينها وبين الهوية الشخصية، وقد يكون من المناسب بحث موضوع المستحقين من فئة البدون من هذا المنطلق، وعزلهم عن المزورين للنظر في شأن المستحقين منهم وإعطائهم حقوقهم المدنية والقانونية بما فيها الجنسية كي يطوى هذا الملف نهائياً. أخيراً على الدولة أن تحرر تفكيرها من تبعات الهوية الشخصية الملف الأكثر سهولة، وتتجه نحو مفهوم المواطنة الذي يتضمن الحقوق والواجبات والولاء والتضحية للأرض بالرجوع إلى التاريخ وإلى ملف الغزو بدراسته بشكل جيد لمعرفة من كان مع تراب الوطن ومن كان ضده، أما القرائن الظالمة التي توضع من هنا أو هناك لخلع الفرد من انتمائه الوطني فلا قيمة لها عند مقارنتها بالولاء للأرض.ودمتم سالمين.