لبنان: مبادرة حكومية جديدة... وقطر تستثمر في الاقتصاد
«حزب الله» يوافق على منح «التيار الوطني» الثلث المعطل بالحكومة مقابل التطبيع مع سورية
أعلنت قطر أنها تنوي استثمار 500 مليون دولار في السندات الحكومية اللبنانية، في وقت عاد ملف تشكيل الحكومة إلى الواجهة، مع ظهور «مبادرة جديدة».
انتهت القمة الاقتصادية التنموية العربية التي عقدت في بيروت وعاد ملف تشكيل الحكومة إلى الواجهة، وأبرز ما فيه المعلومات المتداولة عن أن ثمة مبادرة حكومية أخيرة تبدأ معالمها بالاتضاح خلال الساعات المقبلة، وهي التي حملت رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على عدم السفر إلى «دافوس» للمشاركة في المنتدى السنوي. وأكدت مصادر سياسية متابعة أن «هناك مبادرة جديدة، من شأنها أن تخرج أزمة التأليف من عنق الزجاجة، فتبصر الحكومة النور قريباً»، مشيرة إلى أن «التيار الوطني الحر سيبدأ ضغطاً جدياً على الحريري من أجل القبول بإحدى الصيغ التي اقترحها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل».ولفتت المصادر إلى أن «إحدى أهم هذه الصيغ هي صيغة الـ 32 وزيراً، على أن يحصل الحريري على الوزير العلوي، إضافة إلى ضمانة حقيقية من جميع الأطراف تقوم على عدم جعل توزير العلوي عرفاً». واعتبرت أن «هناك ملامح اتفاق بين التيار الوطني الحر وحزب الله قد يرتكز إلى قاعدة: اعطونا الثلث المعطل نعطكم التطبيع مع سورية عربياً».
وقال رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في بيت الوسط، أمس، إن "هناك عدة أفكار يتم البحث فيها، والحريري أبدى موافقته على اكثر من فكرة، وهناك امكانية حقيقية للعمل كي تتشكل الحكومة في حال كانت هناك نوايا لذلك".وكشفت مصادر أن الحريري رد على اقتراح من باسيل بتوسيع الحكومة إلى 36 وزيرا، باعتبار أن هذا الطرح "دوران حول أفكار قديمة سبق أن رفضها". وأشارت إلى أن "الصيغ الفضفاضة تعني الدوران في نفس الحركة".
قطر
إلى ذلك، وغداة مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في القمة العربية الاقتصادية التنموية في بيروت التي غاب عنها معظم القادة العرب، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، أن بلاده تعتزم استثمار 500 مليون دولار في السندات الحكومية اللبنانية.ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن بن عبدالرحمن تأكيده «دعم قطر للاقتصاد اللبناني، والتزامها بدعم الأشقاء اللبنانيين في ظل التحديات التي يواجهونها»، وأن «هذه الخطوة تأتي انطلاقا من أواصر الأخوة العميقة التي تجمع بين البلدين».السفارة العمانية
في غضون ذلك، رعى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، أمس، حفل افتتاح مقر السفارة العمانية في لبنان بمنطقة الجناح بحضور الممثل الشخصي للسلطان قابوس، نائب رئيس مجلس الوزراء العماني أسعد بن طارق السعيد والسفير العماني في لبنان بدر بن محمد بن بدر المنذري وعدد من الوزراء والشخصيات ورؤساء البعثات الدبلوماسية في لبنان. وقدم السعيد للحريري هدية تذكارية بالمناسبة.في موازاة ذلك، شكّلت دعوة الشيخ نصر الدين الغريب، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز غير المعترف به رسمياً، إلى القمة الاقتصادية مادة سجال بين مشيخة عقل طائفة الموحدين ورئاسة الجمهورية. وأصدرت المشيخة أمس، بياناً استنكرت فيه «عدم اقتصار الدعوة إلى جلسة القمة العربية الاقتصادية في بيروت على الرئيس الروحي للطائفة التوحيدية حصراً»، معتبرة أنه «يشكل انتهاكاً للقيم والمفاهيم الوطنية، ويمثل مخالفة صارخة للدستور».ورد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان أكّد فيه أنّه «ومنعا لأيّ استثمار خاطئ، فإنّ دعوة أيّ شخصيّة دينيّة أو غير دينيّة إلى احتفالٍ رسميّ، لا يعنِي بأيّ شكل من الأشكال انتهاك رئاسة الجمهورية القيم والمفاهيم الوطنية، ولا يمثّل استطراداً مخالفة للدستور والقوانين والأنظمة». وأضاف البيان أنّ «الرئاسة حريصة على احترام الدستور وصونه وتطبيق القوانين، بقدر حرصها على وحدة الطوائف اللبنانية واحترام مرجعياتها، وتمثيلها في الاحتفالات والمناسبات الرسمية».وعلق عضو «اللقاء الديمقراطي»، النائب أكرم شهيّب، القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، أمس، قائلا: «أن يُدعى أيّ رجل دين إلى القمة العربية الاقتصادية فهذا شأن المنظمين، أما أن يُدعى لأهداف سياسية مبيّتة تستهدف طائفة مكوّنة لهذا الوطن فهذا أمر غريب وغير مقبول وخطير».