الإرهاب الفكري هو التهديد ضد الآخر لمنع الرأي، وفرض الرأي الواحد، وأصحابه لا يؤمنون بالحوار الديمقراطي، وينتشر في المياه الآسنة. يتكون العنوان من كلمتين إرهاب بالتخويف نتيجة التطرف برفض الرأي الآخر، والفكري وهو عدم الإيمان بالفكر الحر بل الأحادي، وهذا يشمل معظم الاتجاهات الأيديولوجية في فكرنا وثقافتنا. ويسود الإرهاب الفكري المجتمعات غير الديمقراطية، وتمارسه دول وجماعات في ظل التخلف، ومجتمعاتنا العربية لا تخلو منه، يتم اللجوء للإرهاب الفكري كبداية للإرهاب المادي العنيف، أو يكون مصاحباً له لفرض الرأي الواحد، ورفض التعددية.
يستخدم مصطلح الإرهاب الفكري سلاحاً للإرهاب المضاد لتحجيم وتقزيم دوره، وينجح ذلك في كثير من الأحيان عندما تكون الظروف مهيأة لذلك، لقد تمت ممارسة هذا النوع من الفكر من قبل جماعات معينة، ولا تزال تنحني للعاصفة عندما لا تكون الظروف مناسبة لبث سمومها، ولابد من لفت النظر إلى خطورة هذا النوع من الإرهاب لأنه يريد الإنفراد بالساحة الفكرية والثقافية بدون منافس؛ ليخلق أجواءً لرواج بضاعته تساعده في ذلك عناصر نفعيه منافقة، ويدفع ذلك إلى شيوع ظاهرة الكذب والتآمر ضد قيم الأخلاق الاجتماعية التي يتظاهرون بها. وفي بعض الأحيان عندما تجد السلطات في بعض الدول أن ذلك النوع من الإرهاب لمصلحتها تساهم في نفي وجوده وهي بذلك تشجعه. علينا أن نقر بوجود الإرهاب الفكري، وننبه إلى خطورته، ولابد من مواجهته ثقافياً وفكرياً، وعلينا أن نعترف بأن هذا النوع من الفكر موجود في ثقافتنا وتراثنا لكن السؤال هو: هل الفكر الحر موجود بالدرجة نفسها أم أنه متقدم على ذلك الفكر؟ نجد صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال، فأحياناً يسود ذلك النوع من الإرهاب، وأحياناً يختفي، المهم لابد من ثقافة الحوار في أجواء السلم الاجتماعي، ولابد من الوعي لمواجهة خلايا ذلك النوع من الفكر النائمة الناعمة. إن الإرهاب الفكري صناعة يتحمل المثقفون الحقيقيون مسؤولية كشفها ومواجهتها بدون تردد أو خوف.
مقالات
الإرهاب الفكري
23-01-2019