بينما لم يعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بعدُ ترشحه لولاية خامسة، رغم مطالبة الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحاكم بذلك، ارتفع عدد المرشحين الى الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 18 ابريل المقبل، الى أكثر من 62 شخصاً، بينهم حزبيون ومستقلون. وذكرت وزارة الداخلية الجزائرية، أمس الأول، أن 11 حزباً و50 حراً بطلبات الترشح. وأمس، أعلنت حركة «البناء الوطني»، نيتها تقديم مرشح، لتكون بذلك أول حزب ذي توجه إسلامي يعلن دخوله معترك الرئاسيات.
وبين المرشحين قيادات حزبية، أبرزها رئيس «جبهة المستقبل» عبدالعزيز بلعيد، المرشح للمرة الثانية، ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي يرأس حزب «طلائع الحريات»، والذي يخوض غمار المنافسة للمرة الثالثة. وبين أبرز المرشحين المستقلين، اللواء المتقاعد علي غديري، الذي حصل على دعم شخصيات بارزة مثل المحامي والحقوقي البارز مقران آيت العربي، القيادي السابق في «جبهة القوى الاشتراكية» أحد أقدم الأحزاب المعارضة. وتحدثت تقارير صحافية عن نية عسكريين متقاعدين آخرين الترشح. كما قدم ناصر بوضياف، نجل الرئيس السابق محمد بوضياف، طلب ترشحه، إضافة إلى الناشط السياسي المثير للجدل رشيد نكاز. وتتجه «حركة مجتمع السلم»، أكبر حزب إسلامي، إلى ترشيح رئيسها عبدالرزاق مقري، كما يتوقع أن يدفع حزب «العمال» اليساري بأمينه العام لويزة حنون، إلى السباق للمرة الثالثة. وطالبت أحزاب الائتلاف الحاكم بوتفليقة بالترشح، وهي «جبهة التحرير الوطني (الأفلان)، حزب الرئيس الذي يقود الائتلاف الحاكم، و»التجمع الوطني الديمقراطي» (الأرندي)، الذي يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى، و»تجمع أمل الجزائر»، برئاسة عمار غول، المقرب من محيط الرئيس.الى ذلك، رد الجيش الجزائري على الانتقادات التي توجه اليه على خلفية الانتخابات.وتعهد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الجزائري، أمس الأول، بـ «احترام الدستور، وتأمين الانتخابات»، مضيفاً في كلمة ألقاها خلال زيارته لمقر قيادة الناحية العسكرية الأولى: «يسعى أفراد الجيش الوطني الشعبي بقوة إلى أن يوفوا بواجباتهم الوطنية نحو بلادهم، بما في ذلك القيام بالواجب الانتخابي، وفقاً للإجراءات والقوانين السارية المفعول، هذا على الرغم من بقاء بعض الأصوات، مع الأسف الشديد، المتمسكة بإعادة طرح ذات الأسئلة، فتارة يتساءلون: لماذا ينتخب أفراد الجيش الوطني الشعبي داخل الثكنات؟ وعندما أصبحوا منذ سنة 2004 يمارسون واجبهم وحقهم الانتخابي خارج الثكنات، أي مع إخوانهم المواطنين، بدأت نفس هذه الأصوات تطرح أسئلة لا أساس لها ولا مبرر».وجدد رئيس الأركان التأكيد أن «مهام الجيش، بحسب المادة 28 من الدستور، هي المهام التي لن يحيد عنها أبداً، بل سيظل كجيش نظامي منظم ومحترف ملتزما كل الالتزام باحترام الدستور وقوانين الجمهورية».وكانت وزارة الدفاع علقت على مقالات صحافية كتبها عسكريون متقاعدون عن طريقة تصويت الجيش، قائلة إن «هؤلاء لم يولوا أي اعتبار لواجب التحفظ الذي هم ملزمون به»، مشيرة إلى أنها «تحتفظ بحقها كاملاً في اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة ضدهم»، ومعتبرة أنهم «يتحركون وفق الطموحات الجامحة والنوايا السيئة والأطماع الشخصية».ونشر اللواء علي غديري مقالاً تضمن هجوماً حاداً على الرئيس بوتفليقة، وحمّله مسؤولية «الإخفاق في بناء دولة»، ودعا قائد أركان الجيش قايد صالح إلى «تحمل مسؤولياته التاريخية بوقف الانحراف». الى ذلك، بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، زيارة إلى الجزائر تستمر يومين، بدعوة من نظيره عبدالقادر مساهل، لبحث التعاون الثنائي والملفات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
دوليات
الجزائر: «زحمة» ترشيحات رئاسية... والجيش يرد على منتقديه
24-01-2019