عالم ذرة إيراني يفر إلى تركيا بكنز من المعلومات
أكدت مصادر مطلعة في وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، أن عالماً كبيراً من العاملين فيها كان مسؤولاً عن التنسيق بين الجهات التابعة للوكالة في أنحاء إيران، هرب إلى تركيا.وقالت المصادر لـ «الجريدة»، إن العالم الهارب كان يجمع التقارير من مختلف الجهات، وتقوم المجموعة التي يترأسها بتحليلها لاستخلاص النتائج الكلية.وأضافت أن المسؤول، الذي لم يُذكَر اسمه، كان ضمن العلماء القلائل الذين يسمح لهم بالاطلاع على مجمل ما وصل إليه البرنامج النووي من تقدم، لأن معظم العلماء الذريين الذين يعملون في أي قسم تابع للوكالة، أو في أي مشروع مساند، لا يحق لهم الاطلاع على معلومات عن الأقسام الأخرى، وما حققته من تقدم، وما تواجهه من عثرات.
وأفادت بأنه بمجرد اختفاء العالم أُبلِغت الاستخبارات لملاحقته، والتي توصلت إلى اختفائه بإسطنبول، وأنه يحاول اللجوء إلى بلد غربي وبيع المعلومات التي بحوزته. واستطاعت أجهزة الاستخبارات الإيرانية أن تقوم بعملية مشتركة مع نظيرتها التركية، وهاجمت المكان الذي اختبأ فيه، لكنه فرّ تاركاً الحاسب الشخصي وأجهزة تخزين المعلومات التي تم التحفظ عليها وإعادتها إلى طهران.وأشارت المصادر إلى أن استخبارات البلدين كثفتا تعاونهما، لتوقيف العالم تخوفاً من إمكانية احتفاظه بنسخة أخرى من المعلومات الحساسة التي كانت بحوزته.واستنفرت «الطاقة الذرية الإيرانية» طاقمها، وغيّرت موقع تخزين كميات من «الكعكة الصفراء»، ورفعت الجاهزية، تحسباً للحاجة إلى تخصيب اليورانيوم بنسب عالية خلافاً للاتفاق النووي الذي يقيد قدرات طهران.ولفتت المصادر إلى أن هروب العالم، الذي كشفته محطة «آمد نيوز» الإصلاحية منذ يومين، أثّر كثيراً على احتمال اتخاذ إيران قراراً بإعادة تخصيب اليورانيوم بنسب عالية، وتعليق العمل بالاتفاق النووي في ظل احتمال كشف المعلومات المسربة قدرات البلاد للقوى المناهضة لها، وجعلها عرضة لتلقي ضربة استباقية، رغم أن بعض الساسة في حكومة الرئيس حسن روحاني مازالوا ينتظرون الحزمة الاقتصادية الأوروبية للتغلب على العقوبات الأميركية.