بينما لا يلوح في الأفق أي حل قريب لأزمة الإغلاق الحكومي، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليل الأربعاء - الخميس على إرجاء خطابه التقليدي عن حال الاتحاد إلى ما بعد انتهاء «الإغلاق»، خاضعا في ذلك لطلب الديمقراطيين وسط شلل يصيب منذ أكثر من شهر قسما من الإدارات الفدرالية.

ويأتي قرار ترامب في حين صوّت الجمهوريون والديمقراطيون مساء امس، في مجلس الشيوخ على نصين متنافسين لمحاولة الخروج من «الإغلاق»، إلا أن السجال بين ترامب ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي يشير إلى أنه لا حل في الأفق. وبلغت الحرب الكلامية الدائرة بين ترامب وبيلوسي ذروتها أمس الأول، حين منعت بيلوسي عمليا الرئيس من إلقاء خطابه عن حال الاتحاد في الكونغرس قبل إنهاء «الإغلاق» الذي دخل يومه الرابع والثلاثين.

Ad

وفي تغريدة أطلقها ليلاً، كتب ترامب: «في وقت كان الإغلاق واقعا، طلبت مني نانسي بيلوسي إلقاء الخطاب عن حال الاتحاد ووافقت».

وأضاف: «ثم غيّرت رأيها بسبب الإغلاق واقترحت موعدا لاحقا. هذا من صلاحياتها. سألقي الخطاب عن حال الاتحاد عندما ينتهي الإغلاق» الحكومي.

وتقليديا يلقي الرئيس الأميركي خطابه السنوي عن حال الاتحاد، الذي كان يفترض أن يجري الثلاثاء المقبل، قبل الدورة المشتركة لمجلسي الكونغرس، في قاعة مجلس النواب.

وكان ترامب كتب في تغريدة «من المحزن جدا لبلدنا ألا يتم إلقاء الخطاب عن حال الاتحاد في موعده حسب برنامجه، والأهم في المكان المخصص له»، وذلك ردا على بيلوسي التي طلبت من الرئيس إعادة النظر في موعد إلقاء الخطاب بسبب نقص العناصر الأمنية الناجم عن الإغلاق.

وقال ترامب إنه لا يبحث عن بديل لمكان الخطاب لأنه «ليس هناك شيء يضاهي مجلس النواب في التقاليد والأهمية»، مؤكدا أنه يتطلع إلى «إلقاء خطاب عظيم في المستقبل القريب». لكن بيلوسي التي باتت تقود المعارضة الديمقراطية لترامب في الكونغرس، أبلغت الرئيس أن مجلس النواب لا يمكن أن يسمح بإلقاء الخطاب في قاعته. ويبدو أن ترامب قد خضع.

وبعد التغريدة التي أطلقها ليلاً وأعلن فيها موافقته على إرجاء خطابه، ردّت بيلوسي على «تويتر» آملة أن يوافق الرئيس على اتفاق يعيد فتح الإدارات الفدرالية المغلقة.

ورفض ترامب توقيع الميزانية لعدد من الإدارات ردا على رفض الديمقراطيين خطته لانشاء جدار حدودي مع المكسيك وضع نحو 800 ألف موظف فدرالي في إجازة غير مدفوعة أو أُجبروا على العمل من دون أجر.

ويصيب «الإغلاق» نحو ربع الوكالات الفدرالية ويمس ملايين الأميركيين. وقد دفع مئات الموظفين الحكوميين للاعتصام ساعات داخل قاعة في الكونغرس. ورفع بعضهم لافتات كتب عليها «أعمل مقابل أجر».

ويمكن لتصويت مجلس الشيوخ أن ينهي حال المراوحة. لكن بما أن إقرار أي نص يتطلّب موافقة 60 عضوا من أصل مئة يضمّهم المجلس، يبدو حاليا تمرير أي منهما مستبعدا.

وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل» «حان الوقت لإبرام اتفاق».

ويصر ترامب على إقامة جدار على طول الحدود مع المكسيك، في حين يعتبره الديمقراطيون «غير أخلاقي» ومكلفا وغير فاعل.