خلال أسابيع قليلة، أصبح خوان غوايدو، النائب الشاب البالغ من العمر 35 عاماً، الوجه الأول للمعارضة الفنزويلية في وجه النظام الشافيزي الاشتراكي الشعبوي الذي أرساه الرئيس الراحل هوغو شافيز، ويعتبر نيكولاس مادورو امتدادا له.

وهذا الشاب طويل القامة، وصاحب الصوت الجهوري، أصبح الشهر الجاري أصغر رئيس للبرلمان، المؤسسة التي تسيطر عليها المعارضة في فنزويلا، بعد أن كان مغموراً. وقال عنه مادورو «إنه فتى يتسلى بالسياسة».

Ad

وفي السنوات الأخيرة، اختفت شخصيات المعارضة الصاعدة مثل ليوبولدو لوبيز وانريكي كابريليس وفريدي غيفارا من المشهد السياسي، إما بسبب السجن أو الحرمان من الحقوق المدنية أو الانتقال إلى الخارج. ومنذ أن تولى قيادة المعارضة، انتقل الشاب الذي ينتمي إلى «حزب الإرادة الشعبية» الذي يقوده ليوبولدو لوبيز، ولم يكن معتاداً على الخطب، من الظل إلى دائرة الضوء، وبات يحظى بمكانة سياسية.

وكانت لقطات توقيفه من الاستخبارات الفنزويلية في 13 الجاري وسط طريق سريع انتشرت في جميع أنحاء العالم، ما أجبر السلطات على الإفراج عنه خلال ساعة.

وقام غوايدو بمبادرات عدة ضد مادورو، من اقتراح تشكيل حكومة انتقالية إلى وصف مادورو رسمياً بأنه «مغتصب للسلطة»، ووعد بإصدار عفو عن العسكريين الذين يقبلون الانضمام إلى المعارضة.

ويحلو لغوايدو المتزوج والأب لطفلة، التذكير بأنه «ناج وليس ضحية»، في إشارة إلى نجاته من الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية التي وقعت في ولاية فارغاس (شمال) في 1999، وأدت إلى مقتل 10 آلاف شخص.

بدأ خوان غوايدو العمل السياسي في 2007 مع جيل الطلاب الذين نزلوا إلى الشوارع ضد شافيز (1999-2013)، ويتحدر من أسرة متواضعة.

وقال دييغو مايو أوكامبوس المحلل في مكتب «آي اتش اس ماركيت» في لندن، إن «غوايدو وجه جديد ينظر إليه المعتدلون على أنه رجل توافق، ويحترمه الراديكاليون بسبب مشاركته الفعالة في التظاهرات».