صور من المشهد السياسي!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
هذه التطورات لها علاقة وثيقة بما يتسرب أيضاً من معلومات وشواهد تطبيقية على الخلافات الحادة بين أقطاب الحكومة، فتوقيت فتح ملفات الفساد خاصة في وزارات السيادة كالداخلية والدفاع دليل واضح على احتدام الصراع الذي قد يفضي إلى ولادة حكومة جديدة، وإعادة الاصطفافات داخل أسرة الحكم، مما قد يعيد بعض الرموز السابقة إلى الواجهة مجدداً، وبالتالي فإن العهد الجديد، إن صح التعبير، سيكون في موقع قوة خصوصاً بعد تطويع أو تحييد معظم شخصيات المعارضة وتياراتها خلال ما تبقى من عمر المجلس الحالي أو حتى مع الانتخابات القادمة التي لن تخلو بدورها من تغيير مهم في تركيبة البرلمان الجديد.وبغض النظر عن مدى رجاحة هذه السيناريوهات، كلياً أو جزئياً، لا يبدو في الأفق أي مؤشرات لتغييرات حقيقية أو جادة وواعدة، فالملفات العالقة بشأن الفساد وتردي الخدمات وانعدام الرؤى المستقبلية ستبقى في قلب المشهد إن لم تكن المحرك الرئيس له، وتضييق مساحة العمل السياسي وتكبيله بالقيود المفروضة على تحركاته لا تزال قائمة وسوف تستمر في المستقبل، والنظام الانتخابي المتمثل بالصوت الواحد أثبت فشله ليس على مستوى الارتقاء بالديمقراطية فحسب، بل على صعيد تفكيك النسيج الوطني وشرذمة مكونات المجتمع وتحريضها على بعضها.وفي مثل هذه البيئة الآسنة فإن المستفيد الوحيد هم أصحاب النفوذ الفاعلون منهم حالياً أو ممن سيتم استبدالهم والدفع بهم إلى الواجهة، والخاسر الأول والأخير هي الكويت، وخصوصا شبابها الذين يدفعون ثمن الواقع السيئ الذي قد يخطف مستقبلهم أيضاً، ولذا فإن الدور القادم يقع على عاتقهم في أي مشروع إصلاحي حقيقي وصادق، ويتطلب ذلك المزيد من التقارب والتنسيق فيما بينهم لتقوية الجبهة الداخلية التي فرّط بها جيل آبائهم!