«رسالة حـق»
![د. أسامة المسباح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1539878352364945900/1539878366000/1280x960.jpg)
أعرف، ومثلى آخرون يعرفون، أن أزمة الفساد لم تعد شأناً داخلياً للشعوب، بل ظاهرة تثقل كاهل كل المجتمعات النامية وغيرها دون استثناء، ونوعا من الإشكاليات الحادة التي تكاد تخنق العديد من المجتمعات، وأدت في بعضها إلى تقويض إنجازاتها وتهديد استقرارها وأمنها، الفساد إذاً ليس مجرد قضية أخلاقية فحسب، الفساد أزمة خبيثة إن ضربت أي مجتمع كانت تكلفتها الاقتصادية والاجتماعية أخطر وأعمق، وأحدثت خللا إن اتسع نطاقه لدى الأفراد أدى إلى حالةٍ مستعصية أقل ما فيها تبرر هذا الفساد وتقبل به.والحقيقة أنني معنيّ (هنا تحديداً) بتلك الرسالة التي أراد صاحب السمو بحضوره "كأعلى سلطة سياسية في البلاد" أن يرسل بها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، رسالة أرى معها تصميماً لابد أن تتحقق مقاصده المتمثلة بالمضي قدماً لتعزيز الشفافية وسيادة القانون وتدعيم التدابير الرامية إلى منع ومكافحة هذا الخطر. هذه الرسالة سيكون من الصعب تجاهل حقيقتها التي تدفعها نوايا وطاقة متجددة تعكس طموحا حاضراً، وأن الكويت فى طبيعتها الجديدة تمضي بخطى متزنة أكثر فعالية وكفاءة نحو رؤيتها، بقياداتها الواعية لدروس الماضي وآمال المستقبل وأدوات الحاضر، رسالة سيشهد التاريخ أنها لخصت بكل الأمانة مقولة العقاد "بأن الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد".