سماح
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
التسامح تخطٍّ للألم، وما أصعب التغاضي والنسيان كلما كانت العلاقة أكثر قرباً! لكن الأصعب من ذلك هو التعايش مع الأحزان والحقد، لذا فإن التسامح هو المنفذ الوحيد. سامح وافتح صفحة بيضاء جديدة، لكن استفد من تجاربك السابقة كي تكون أكثر حكمة في اختياراتك. سامح، فما أصعب العيش بقلبٍ مثقلٍ بالأحقاد. سامح كي تستطيع السير قُدُماً. إن الإنسان العظيم فعلاً هو من يمد يد العون لمن عاداه، ليس ضعفاً بل انطلاقاً من قيم عُليا سامية كالسلام والعطاء لأجل المصلحة العامة، فهل لك القدرة على التعايش مع أعدائك، بل مسامحتهم وإدراك الحكمة من وجودهم في حياتك؟ وهل تملك القدرة على الاعتذار إن أخطأت؟ أم هل تصب جل وقتك في الإسقاط ولوم الطرف الآخر؟قُم بدورك بالاعتذار الصادق والنقي، لكن كن على دراية بأن هنالك مياهاً قد لا تعود إلى مجراها، وأن هنالك جسوراً يُفضل عدم زيارتها مجدداً. نعم، تحمل مسؤولية تصرفاتك، لكن لا تحمل على عاتقك عبء إصلاح العلاقة في كل مرة والاعتذار في غير محله مراراً وتكراراً فيراك الآخر ضعيفاً، ويرى لطفك وجهودك كحقوق مكتسبة.سامح، فذلك أسلم لقلبك، وتذكر أن التسامح لا يُلغي حدود الاحترام، فلا ضير من جلسة مصارحة متمدنة تبين فيها أسباب انزعاجك من الطرف الآخر، ستجد أنه في معظم الأحيان لا تكون نيته إيذاءك، بل هو سوء تفاهم فحسب. "آسف" هي اليد الممتدة التي تطلب السماح، فلا تخذلها. * "بمجرد ما نؤجل تقديم الاعتذار يصبح الأمر أكثر صعوبة إلى أن يصير في النهاية مستحيلاً". (مارغريت ميتشل)