بعد تظاهرات متقابلة في الشارع، وأزمة سياسية عميقة عمرها سنوات، وانهيار اقتصادي أدى إلى لجوء أكثر من 3 ملايين فنزويلي إلى الخارج، دخلت فنزويلا مرحلة دقيقة، زادت فيها المخاوف من انزلاق هذا البلد، الذي يملك أحد أكبر الاحتياطات النفطية في العالم، نحو حرب أهلية. وباتت فنزويلا الآن برئيسين، أولهما نيكولاس مادورو، الذي خلف هوغو شافيز في السلطة ويواصل السياسات الشعبوية الاشتراكية «المعادية للإمبريالية» التي خطها سلفه، والآخر هو رئيس البرلمان الشاب خوان غوايدو (35 عاماً)، الذي تمكّن من توحيد جهود المعارضة، ونصّب نفسه رئيساً مؤقتاً.
وحاز غوايدو دعماً دولياً من الولايات المتحدة وكندا و11 دولة من أميركا اللاتينية، الأمر الذي يمنحه حيثية حقيقية، في حين نال مادورو دعم كوبا وبوليفيا والمكسيك، ومن خارج القارة، تركيا وإيران وسورية.في المقابل، ومع انهيار اقتصاد البلاد واقتراب التضخم السنوي من مليونين في المئة، يعتمد مادورو كثيراً على الجيش للبقاء في السلطة. وحتى الآن، تعهّد قادة، منهم وزير الدفاع فلاديمير بادرينو، بالبقاء إلى جانب مادورو.وبينما طالبت أوروبا بانتخابات جديدة، مشككة في شرعية مادورو، لكن دون أن تعترف بغوايدو رئيساً مؤقتاً، دعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى رحيل مادورو «غير الشرعي»، وحذرته من استخدام القوة ضد المتظاهرين، ولم تستبعد أي خيار، حتى العسكري، لمواجهة الأزمة. في المقابل، وفي بيان شديد اللهجة داعم لمادورو، اعتبرت موسكو أن الأخير هو «الرئيس الشرعي» لفنزويلا، منددة بـ «اغتصاب السلطة» من جانب المعارضة، ومحذرة من أن الدعم الدولي لغوايدو سيؤدي إلى فوضى تقود إلى «حمام دم».وشهدت العاصمة كراكاس الساعات الماضية اشتباكات في الشارع بين معارضين من جهة وقوات الأمن، مدعومة بأنصار مادورو، من الجهة الأخرى، أسفرت عن سقوط 20 قتيلاً، وسط تقارير عن انتشار مدرعات عسكرية.
أخبار الأولى
فنزويلا برئيسَين... ومخاوف من حرب أهلية
25-01-2019