السودان: اشتباك بين الاستخبارات والجيش
في خضم التظاهرات والمسيرات المطالبة برحيل الرئيس السوداني عمر البشير، وقع اشتباك غير مسبوق، بين جهاز الأمن والاستخبارات، والقوات المسلحة في بلدة بورتسودان الساحلية الاستراتيجية.وأوضح مدير شرطة ولاية البحر الأحمر محمد عمر أمس، أن عناصر من الاستخبارات الوطنية اشتبكوا مع مجموعة من جنود الجيش ليل الأربعاء ـــ الخميس، مما أسفر عن سقوط قتيل، وإصابة عدد آخر من الجهاز القوي والنافذ، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة ضد التظاهرات المناهضة للحكومة، والتي تهز السودان منذ أكثر من شهر.
وفي حين أكد عمر «احتواء الموقف بواسطة قيادة الطرفين وإعادة الأوضاع الأمنية بالولاية إلى ما كانت عليه»، أفاد شهود عيان وعدد من أهالي بورتسودان، التي خرجت تظاهرات فيها أيضاً، بأن الاشتباكات كانت قريبة من الساحل، مما أجبر المقاهي والمطاعم المجاورة على إغلاق أبوابها. ونظّمت المعارضة السودانية، أمس، تظاهرات جديدة، بينها مسيرة إلى القصر الجمهوري في الخرطوم للمطالبة برحيل البشير، الذي يحكم منذ ثلاثين عاماً.ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر الماضي حركة احتجاجية بدأت بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في بلد يعيش ركوداً اقتصادياً، وتحولت التظاهرات شبه اليومية، التي يردد خلالها المحتجون هتاف «حرية سلام عدالة»، بسرعة ضد سلطة البشير.وسعى «تجمّع المهنيين»، الذي يقف بالصف الأول من الاحتجاج، إلى تعزيز الضغط، بدعوة جديدة إلى التظاهر في 17 منطقة بالخرطوم وأم درمان، والسير باتجاه القصر الجمهوري، بالإضافة إلى المسيرات بالمدن والبلدات الأخرى.وفي أول بيان يصدر عن واشنطن بعد شهر من الاحتجاجات، التي تزداد اتساعاً، حضّ مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو، أمس الأول، السودان على إطلاق النشطاء والسماح بالتعبير السلمي، محذراً من أن الأمر يضعف فرص تحسين العلاقات.