للمرة الثانية في غضون عامين، عادت أزمة أسواق المباركية إلى الواجهة مرة أخرى، بعد أن نفّذ أصحاب المحال، صباح أمس الأول، إضراباً شاملاً فاجأ المواطنين والمقيمين، حيث أغلقوا محالهم، لتنعدم الحياة في تلك الأسواق التراثية، التي تعد المحطة الأولى والأهم للسياح في الكويت.

وقال أصحاب المحال إن الإضراب يكبدهم خسائر فادحة، ولكنهم يريدون إيصال رسالة إلى الجهات المعنية، التي اعتبروها تهاونت في تطبيق وعودها لهم في مارس 2017، لافتين إلى أن "رفع المستثمر للإيجار بنسبة 500% يعتبر إجحافاً مبطناً بمباركة الحكومة".

Ad

وأضافوا أن أسواق المباركية تعد القبلة الأولى لكل السياح الخليجيين والأجانب، بل لكل الكويتيين والمقيمين في البلاد، مطالبين الحكومة بسرعة التدخل لحل الأزمة قبل تفاقمها.

وبعد أكثر من خمس ساعات من الإضراب، عادت تلك المحال من جديد إلى استقبال رواد السوق، وفتحت أبوابها أمام الزائرين.

وفي السياق، قال مدير إدارة العقود والتطوير بشركة ريل استيت هاوس المستثمرة للسوق، فهد الشمري: "لم نرفع الإيجار بالمصادفة، ولا بجشع، بل هناك تلاعب من العديد من أصحاب المحال، فهل يُعقل أن يكون لدى شخص واحد 49 محلاً بالسوق معظم إيجاراتها لا تزيد على 100 دينار لكل منها؟"، لافتاً إلى أن "كل محل من هذه المحال يؤجر في الباطن بـ 2000 دينار".

وكانت هذه المحال شهدت إضراباً في 16 مارس 2017، بعدما طلبت الشركة المستثمرة للموقع رفع الإيجارات بـ 500%، عقب فوزها بعقد مشروع إدارة سوق عقار اللحم والخضار والسمك والسوق الأبيض بالمباركية في مزايدة عامة من إدارة أملاك الدولة بوزارة المالية، وفقاً للشروط الخاصة بطرح المزايدة وأفضل العروض.

ولكن بعدما تفاقمت الأمور في ذلك الوقت، أصدر مجلس الوزراء بياناً أكد فيه حرص الحكومة على حل المشكلة، ووجه رئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك بوقف إجراءات الشركة تجاه هذه المحال.