بيلوسي تسجّل نقطة في «معركة الإغلاق» وترامب لا يقرّ بالهزيمة

6 مليارات دولار خسائر والرئيس يلوّح بـ «الطوارئ» بعد 3 أسابيع وشومر أمل أن يكون «تعلّم الدرس»

نشر في 27-01-2019
آخر تحديث 27-01-2019 | 00:05
بيلوسي محاطة بعدد من النواب خلال توقيعها اتفاق وقف الإغلاق أمس الأول في واشنطن (اي بي ايه)
بيلوسي محاطة بعدد من النواب خلال توقيعها اتفاق وقف الإغلاق أمس الأول في واشنطن (اي بي ايه)
أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أطول فترة إغلاق للحكومة في تاريخ الولايات المتحدة، والذي استمر 35 يوماً، بتوقيعه على مشروع قانون يعيد فتح الحكومة مؤقتاً، وينص على تمويل الحكومة مدة ثلاثة أسابيع، مع إجراء مفاوضات بشأن أمن الحدود بين الجمهوريين والديمقراطيين والرئيس.

توصل الجمهوريون والديمقراطيون، أمس الأول، إلى اتفاق ينهي مؤقتا الاغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة في تراجع، على ما يبدو، من الرئيس دونالد ترامب عن إصراره السابق بشأن التمويل الفوري لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك.

وأعلن ترامب عن الاتفاق بين الحزبين من حديقة الورود في البيت الأبيض. وأكدت الرئاسة الأميركية بعيد ذلك أنه وقع النص.

ويسمح الاتفاق بتعليق مؤقت للخلاف السياسي الذي شلّ واشنطن، وأدى إلى اضطراب الملاحة الجوية وحرم أكثر من 800 ألف موظف فدرالي من رواتبهم خمسة أسابيع.

ووافق مجلسا الشيوخ والنواب بالإجماع على الاتفاق، وعلى تمويل سلسلة من الوكالات الاتحادية.

ويأتي تراجع ترامب عن موقفه في وقت بات تأثير الإغلاق الحكومي وكلفته المالية على الموظفين والاقتصاد الوطني، أكثر وضوحا للإدارة وصانعي القرار في واشنطن، وفيما يبدو أن ترامب هُزم على يد عدوته السياسية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب.

ولكن رغم تراجع الرئيس بموافقته على إعادة فتح الإدارات الحكومية من دون الحصول أولا على مبلغ 5.7 مليارات دولار لتمويل بناء الجدار، هدّد مع ذلك بالعودة إلى الأزمة نفسها وبإغلاق جديد أو إعلان الطوارئ في حال عدم التوصل لاختراق في مشروعه العزيز على قلبه في الأسابيع الثلاثة المقبلة.

وقال: "وقعت قانونا بفتح حكومتنا. وفي الأيام الـ21 المقبلة أتوقع أن يعمل الديمقراطيون والجمهوريون بحسن نية".

وحذّر من أنه "في حال عدم التوصل لاتفاق عادل في الكونغرس، إما ستغلق الحكومة مجددا في 15 فبراير أو سأستخدم السلطات الممنوحة لي بموجب قوانين ودستور الولايات المتحدة للتصدي لهذه الأزمة". وقال: "في الواقع ليس لدينا خيار سوى بناء جدار قوي أو سياج فولاذي".

ولاحقاً، أوضح الرئيس أنه لم يقدم تنازلات للديمقراطيين". وكتب على "تويتر": "أريد من الناس أن يقرأوا أو يسمعوا كلماتي فيما يتعلق بالجدار الحدودي. لم يكن هذا بأي شكل من الأشكال تنازلاً".

وأضاف: "هذا كان بسبب قلقي على الملايين من الناس الذين تضرروا بشدة من الإغلاق الجزئي، وهذا يعني أنه بعد 21 يوما، إذا لم يتم التوصل إلى أي صفقات، فإن المواجهة ستعود من جديد".

وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن ترامب، يعتزم البدء في بناء الجدار الحدودي بعد انقضاء فترة الميزانية المؤقتة، بغض النظر عن موقف الديمقراطيين، وكتبت على "تويتر": "بعد 21 يوما، سيبدأ الرئيس في بناء الجدار، مع أو من دون الديمقراطيين".

6 مليارات دولار

وأعلنت وكالة "ستاندرد اند بورز" للتصنيف الائتماني، أن كلفة الإغلاق "قد تكون أسوأ مما توقعناه سابقا"، موضحة أنه بناء على تحليلات خبراء أميركيين "خسر الاقتصاد الأميركي ستة مليارات دولار على الأقل (...) أكثر من مبلغ 5.7 مليارات دولار الذي طلبه البيت الأبيض لبناء الجدار الحدودي".

بيلوسي

وفي مؤتمر صحافي مع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، تعهدت بيلوسي التي وقّعت بدورها مشروع القانون، أمس الأول، بعدم السماح مجددا بأن يكون العمال الأميركيون رهينة النزاع بشأن الميزانية.

وقالت إنها متفائلة بأن الحكومة لن تغلق مجددا في نهاية الأسابيع الثلاثة، وأعربت عن تطلعها للتعاون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. أما شومر، فأمل أن يكون ترامب "قد تعلّم الدرس".

والموظفون الفدراليون مثل موظفي المتاحف وبحارة خفر السواحل الأميركي لم يتلقوا رواتبهم. حتى عناصر أجهزة الاستخبارات الذين يحرسون البيت الأبيض قاموا بمهامهم من دون راتب.

وبحلول أمس الأول، كان تأثير الإغلاق الحكومي بدأ يضرب المطارات، حيث غاب عدد لا بأس به من الموظفين الأمنيين التابعين للإدارة الفدرالية عن عملهم بداعي المرض، مما أدى إلى تباطؤ العمليات الإجمالية.

وزاول موظفو المراقبة الجوية عملهم من دون تلقي رواتب في مطار نيوآرك ليبرتي الدولي المزدحم، حيث أدت مشكلات متعلقة بنقص الموظفين إلى تأخير رحلات، مما أثار مخاوف من تراجع النقل الجوي الأميركي.

وأدى ذلك إلى زيادة الضغط على ترامب ومعارضيه الديمقراطيين للتوصل إلى اتفاق. ووافق ترامب، على ما يبدو، على التسوية الوحيدة، وإن كان ذلك يهدد بإثارة غضب قاعدة ناخبيه اليمينيين.

ولم تتأخر المعلقة المحافظة آن كولتر في انتقاد تراجع ترامب. وكتبت في تغريدة "أخبار جيدة لجورج هربرت ووكر بوش: اعتبارا من اليوم لم يعد أكبر جبان يتولى رئاسة الولايات المتحدة" في إشارة إلى الرئيس الراحل جورج بوش الأب الجمهوري المعتدل.

والسؤال المطروح الآن يتعلق بما إذا كان ترامب سيُدعى مجددا لإلقاء خطاب حال الاتحاد في الكونغرس بعد غد الثلاثاء.

وبيلوسي التي هزمته في الأزمة التي استمرت خمسة أسابيع، سبق أن أصرت على أنه لن يلقي خطابه حتى يعاد فتح الإدارات الحكومية. والجمعة الماضي، قالت إن جدول الأعمال لم يتغير.

back to top