شارك في مناقشة كتاب «أبو عمار من فلسطين... وإليها مراحل ومخاطر» للمؤرخ الدكتور حسن قبيسي في «دار الندوة في بيروت» كل من النائب في البرلمان اللبناني ورئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، ومنسق عام «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة» د. معن بشور، وأمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات.

Ad

في كلمته في افتتاح الندوة، وصف رئيس مجلس إدارة «دار الندوة» الوزير السابق بشارة مرهج الكتاب بأنه «ثمين وحصيلة تجربة مهمة وقراءات معمقة لتاريخ مقاومتنا المعاصرة».

أما د. معن بشور فاعتبر أن الثورة الفلسطينية المعاصرة شكلت نقطة تحول تاريخية في حياة الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وهي الثورة التي ما زال وهجها مستمراً، بأشكال نضالية متعددة رغم كل ما مرت به من تجارب قاسية ومحن، لأنها تستند الى قضية باتت الأكثر عدالة في عصرنا الحاضر، والى شعب يثبت منذ أكثر من قرن أنه شعب مصمم على تحرير أرضه والعودة إلى بلاده رغم كل ما يواجهه من معوقات ومؤامرات ومجازر».

شدد على ضرورة «السعي إلى وقف التصعيد وإعادة بناء الجسور، أو العودة إلى لغة الحوار التي لا نحتاج إليها في فلسطين، بل في لبنان وعلى امتداد أمتنا العربية، حوار يقوم على فكرة المشاركة ونبذ الاقصاء».

دقة في التحليل

أوضح د. عبد الرحيم مراد في كلمته «أن قارئ الكتاب يستمتع بميزتين على امتداد 350 صفحة، الميزة الأولى هي الحماسة السياسية، وحماسة المشاعر والعواطف التي تعيدنا إلى تلك المرحلة الزمنية الحافلة بالغنى والثراء على جميع الصعد، والتي كان فيها ياسر عرفات (أبو عمار) واحداً من الرجال الذين تركوا بصمتهم عليها، سواء كنا معه في المواقف التي كان يتخذها أو لم نكن، وسواء اتفقنا معه في الوجهة السياسية أو لم نتفق، فقد جمعتنا به فلسطين، وهي أيضاً التي جمعته بكبار ساسة العرب والعالم، وجعلت منه شخصية محورية في عصره».

أضاف: «أما الميزة الثانية فهي حسن سرد الأحداث في تلك المرحلة، وهذا التتبع الدقيق للأحداث والأشخاص والمواقف، وهذا التصنيف الموضوعي للرجال الذين كانوا إلى جانب عرفات والنجاح في تقصي انتماءاتهم السياسية الأولى، واحتفاء المؤلف بشخصية أبي عمار التي جمعتهم تحت مظلتها في منظمة فتح. ويسجل المؤلف لأبي عمار قيادته منظمة التحرير الفلسطينية، وضم كل فصائل الثورة تحت جناحه وإقراراه بالتنوع السياسي الفلسطيني، حتى في إطار الكفاح المسلح».

ثروة فكريّة

اعتبر فتحي أبو العردات أن «تزامن التكريم مع ذكرى انطلاقة حركة فتح يحمل قيمة معنوية كبيرة نفخر بها جميعاً، هذه المناسبة تجعلنا أكثر تصميماً والتفافاً حولها، وأكثر عزماً على التمسك بخياراتها ومنطلقاتها الوطنية وعمقها القومي والعربي في مواجهة المشروع الصهيوني والتحديات التي تحاك ضد قضيتنا وتستهدف وجودنا».

أضاف: «عايش الدكتور حسن عن قرب قائد مسيرتنا الشهيد أبا عمار في بيروت حاضنة الثورة الفلسطينية وكل حركات التحرر في العالم، ويجدر بنا الإشارة إلى أن كتاب «أبو عمار من فلسطين واليها» للدكتور قبيسي ثروة تاريخية وفكرية في كل فصوله، التي توثق وتتحدث عن تاريخ فلسطين وسيرة رمز ومعاناة شعب، وعن المقاومة الفلسطينية والأزمة اللبنانية وما تلاها من أحداث عصفت في لبنان والموقف من الثورة الفلسطينية وعن العودة إلى فلسطين وعقود القهر والانتصار».

شكر ودرع تقديرية

في ختام الندوة شكر د. حسن قبيسي المشاركين «على كلماتهم الطيبة والمعبرة الوطنية والقومية وما تمثل فلسطين بالنسبة إلى الحاضرين والمحاضرين»، ثم قدم مراد ومرهج وأبو العردات وبشور درعاً تقديرية للكاتب.