ستحظى أسرة كرة القدم الكويتية بشرف مصافحة سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وذلك قبل وبعد انطلاق المباراة النهائية لكأس سموه، التي ستجمع القادسية مع الكويت في الساعة 6:00 من مساء اليوم على استاد جابر الأحمد الدولي، بحضور كبار رجالات الدولة.

ومن المؤكد أن مباراة اليوم، التي سيسبقها مهرجان، لن يكون فيها فائز أو خاسر، فالجميع فائزون بشرف مصافحة سمو ولي العهد، غير أنه ستكون هناك مسؤولية مضاعفة على كاهل مسؤولي الناديين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية واللاعبين في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان وبصورة لائقة، في هذا الحدث الكروي الكبير الغالي على الجميع.

Ad

ومما لا شك فيه أن نهائي اليوم سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، إذ سيتم خلاله وللمرة الأولى في تاريخ الكرة الكويتية تطبيق تقنية الفيديو "الفار" الخاصة بتصوير اللقطات التي يتخذ فيها طاقم الحكام قرارات مثيرة للجدل، إذ يتم إعادة اللقطة للتأكد من صحة القرار عبر غرفة العمليات التي سيوجد بها حكمان، ثم إبلاغ حكم الساحة بالنتيجة، سواء للعمل بقرار الحكمين وفقاً للتصوير، أو غض النظر عنه واعتماد القرار المتخذ.

نهائي اليوم يحمل رقم 26، حيث نجح القادسية في حصد نصيب الأسد من الألقاب برصيد 9 ألقاب، في حين حصل الكويت على 6 ألقاب، مقابل 7 للعربي، ولقبين للسالمية، ولقب واحد لكاظمة.

ونظرا لاحتكار القادسية والكويت ألقاب السنوات الثلاث الأخيرة، مع أفضلية واضحة للأبيض، فإن الفريقين يتأهلان للمواجهة النهائية للمرة الثالثة على التوالي، ففي موسم 2016- 2017 نجح الكويت في تحقيق اللقب بنتيجة 5- 3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وفي موسم 2017- 2018 فاز القادسية باللقب بركلات الترجيح أيضاً بنتيجة 6-5، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة: لمَن سيكون اللقب الـ 26 للأصفر أم للأبيض؟

الطريق للنهائي

تأهل القادسية للدور النهائي بفوزه على الفحيحيل بثلاثية من دون رد في دور الثمانية، ثم تخطي عقبة العربي في الدور نصف النهائي بهدفين لهدف، علما بأن القرعة جنبت الأصفر اللعب في الدور الأول، لأنه حامل لقب البطولة.

أما الكويت، فقد تأهل للدور النهائي بفوزه في الدور الأول على كاظمة بثلاثة أهداف لهدف، ثم تجاوز السالمية في دور الثمانية بهدفين من دون رد، قبل أن يفوز النصر في الدور نصف النهائي بهدف مقابل لا شيء.

الدفاع عن اللقب

قد تكون دوافع القادسية الأكبر في مباراة اليوم وذلك وفقاً للواقع النظري فقط، فالفريق فرصته في الفوز بلقب دوري فيفا صعبة إلى حد كبير، وبالتالي فإن الطموح يتمثل في حصد لقب كأس سمو ولي العهد، والإبقاء على كأس البطولة في خزائن النادي للموسم الثاني على التوالي، مع العمل على حصد لقب بطولة كأس سمو الأمير في أبريل المقبل.

القادسية لم يدعم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية سواء بصفقات محلية أو أجنبية، ولذلك فمهمة الجهاز الفني بقيادة المدرب الروماني إيوان مارين تبدو صعبة إلى حد ما، في ظل تدعيم المنافس بصفقتين.

مارين بات مهدداً بقوة بإنهاء عقده بسبب النتائج غير الجيدة في بطولة الدوري، الأمر الذي دفع الجماهير للمطالبة برحيله، وذلك رغم بدايته الجيدة مع الفريق، حيث نجح في حصد لقب السوبر على حساب الكويت بهدفين مقابل هدف، وإدارته للمباراة بطريقة تكتيكية رائعة مكّنت الأصفر من قلب الطاولة على المنافس، وتحويل الخسارة بهدف إلى الفوز بهدفين، لكن خسارة اللقب اليوم قد تعني له النهاية، أما الفوز فيعني استمراره حتى نهاية الموسم، حتى لو فقد آماله في المنافسة على دوري فيفا.

مارين لديه العديد من الأوراق الرابحة، في مقدمتها بدر المطوع وسلطان العنزي وضاري سعيد والحارس خالد الرشيدي وأحمد الظفيري ورضا هاني، ويبقى عدم افتقاده إحدى الأوراق المهمة أمراً مهماً جداً، يجعله قادراً على الدفع بالتشكيل الأمثل والأفضل والأنسب للقاء.

ومن المحتمل، أن يلعب القادسية بأسلوب متحفظ هجومياً لعدم فتح ثغرات في المنطقة الخلفية، مع الاعتماد على الجانب الدفاعي، والعمل بقوة على السيطرة على منطقة العمليات، من أجل إحكام قبضته على مجريات الأمور.

واستعد القادسية للقاء عن طريق معسكر خارجي دخله الفريق في العاصمة القطرية الدوحة، مدة أسبوع لعب خلالها مباراتين وديتين مع البدع وقطر القطريين، ونجح في تحقيق الفوز في المواجهتين.

رد الدَّيْن

على الجانب الآخر، يطمح الكويت بقوة إلى تحقيق الفوز في مباراة اليوم؛ لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ويتمثل ذلك في رد الدَّيْن للقادسية بعد خسارة لقب السوبر، إلى جانب حصد البطولة الأولى، والعمل خلال الفترة المقبلة على حصد لقب دوري فيفا للدرجة الممتازة، وهو قريب من هذا الأمر، لأنه متصدر للبطولة منذ بدايتها، إلى جانب حصد لقب بطولة كأس سمو الأمير، ليحقق الثلاثية على غرار الموسم الماضي.

الأوراق التي يمتلكها الجهاز الفني بقيادة محمد عبدالله، الذي تولى المهمة بدلاً عن المدرب الفرنسي فيلود، قادرة على ترجيح كفة الفريق، فلديه الحارس حميد القلاف والمدافعون حسين حاكم وفهد حمود وسامي الصانع ولاعبا خط الوسط عبدالله البريكي وطلال جازع اللذان يمتلكان نزعات هجومية رائعة، والمهاجمان الإيفواري جمعة سعيد ويعقوب الطراروة.

وإضافة إلى الأوراق الرابحة، فالأبيض دعّم صفوفه بصفقتين من المتوقع أن يُكتب لهما النجاح، هما المغربي عصام العدوة الذي لعب سابقاً للقادسية وجاء بديلا للغاني محمد فتاو، والمهاجم البرازيلي لوكاس، الذي حل بديلا للتونسي صابر خليفة.

وتشير التوقعات إلى أن الكويت سيلعب بأسلوب هجومي، مع تأمين الشق الدفاعي بداية من منتصف الملعب، إلى جانب فرض رقابة لصيقة على مفاتيح اللعب في الأصفر. ويمني عبدالله والجهاز المعاون له النفس بإحراز هدف مبكر يربك به حسابات المنافس.

وتمثلت فترة إعداد الكويت للقاء النهائي في إقامة معسكر خارجي بالعاصمة القطرية الدوحة أيضاً، حيث خاض الأبيض خلاله مباراتين وديتين، نجح في تحقيق الفوز في "الأولى" على فريق أم صلال القطري بهدفين مقابل هدف، وتعادل في "الثانية" مع فريق غوانغزو الصيني بهدف لمثله.

من معسكر «الأبيض»

• في ظهوره الأول بين اللاعبين بالكويت، حضر عبدالعزيز الحساوي، عضو مجلس إدارة "الأبيض"، تدريب أمس الأول، كما شهد التدريب حضور الرئيس الفخري مرزوق الغانم، للشد من أزر اللاعبين.

• فضَّل الجهاز الإداري في الكويت أن تكون تدريبات "الأبيض" مغلقة أمام وسائل الإعلام، ولمدة 4 أيام من موعد المباراة النهائية، وهو ما قلل من تصريحات اللاعبين، خلافا لما جرت عليه العادة.

• حرصت جماهير الكويت على متابعة مستوى اللاعب البرازيلي الجديد لوكاس فينيسوس، وكان جليا حاجة اللاعب لمزيد من التدريبات البدنية، لاستعادة رشاقته المطلوبة.

• حرص اللاعب العماني إسماعيل العجمي، محترف الكويت السابق، على توجيه دعوة لجمهور "الأبيض" للحضور ومؤازرة الفريق في مواجهة القادسية، لافتا إلى أن وجوده كان مؤكدا، لولا ظروف طارئة حالت دون حضوره.

... ومن معسكر الأصفر

• حرص الجهاز الفني في القادسية بقيادة الروماني ايوان مارين على الاجتماع مع اللاعبين قبل تدريب أمس الأول، وهو ما أخّر بدء الفترة المخصصة لرجال الإعلام أكثر من نصف ساعة.

• طالب نائب رئيس جهاز الكرة في القادسية نواف المطيري اللاعبين بالتعاون مع المنسق الإعلامي زياد الشطي، فيما يخص المقابلات الصحافية، وأبدى المطيري تفاؤله بجميع اللاعبين في المباراة النهائية، معرباً عن توقعه أن يكون مهاجم الأصفر يوسف ناصر نجما لنهائي كأس ولي العهد.

• في حين تعاون العديد من لاعبي القادسية مع وسائل الإعلام، رفض البعض منهم التصريح، بحجج مختلفة، فعبدالعزيز المشعان، أرجع امتناعه لعدم مشاركاته السابقة بسبب الإصابة، أما خالد إبراهيم، ويوسف ناصر، وسيف الحشان، ففضلوا التركيز في أجواء المباراة.

• لم تشهد المنطقة الفنية في معلب تدريب الأصفر أياً من أعضاء مجلس الإدارة في تدريب أمس الأول، أثناء فترة وجود وسائل الإعلام.

المرزوقي يدير اللقاء

يدير المباراة طاقم تحكيم يتكون من الحكم الإماراتي الدولي سلطان المرزوقي (حكم ساحة)، وعبدالهادي العنزي (مساعد أول)، وسعود الشمالي (مساعد ثان)، وعلي كرم (حكم رابع)، وجاسم البلوشي (حكم إضافي أول) وسعود السمحان (حكم إضافي ثان).

يذكر أن طاقم الحكام، بالإضافة إلى حكمي الفار، أدار مباراة تجريبية أمس، لتطبيق تقنية الفار، وذلك لتلافي أي أخطاء قد تشهدها هذه التقنية التي سيتم تطبيقها في مباراة اليوم.