انشغلت الساحة السياسية الداخلية في لبنان والإقليمية، أمس، بتقييم مقابلة الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، مساء أمس الاول، مع قناة "الميادين". وكانت أول الردود من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حديث على هامش اجتماع الحكومة الإسرائيلية، أمس. وكذب نتنياهو تصريح نصرالله، الذي وصف خلاله الأنفاق على الحدود اللبنانية الجنوبية بأنها "طال وقتها حتى اكتشفها الإسرائيلي، وأحد الأنفاق يعود إلى 14 عاما ولكن الاستخبارات الاسرائيلية وتقنياتها لم تكتشف هذا النفق"، قائلا إنه "على نقيض ما قاله نصرالله تم حفر الأنفاق خلال السنوات والأشهر الأخيرة".

وأضاف نتنياهو أن "نصرالله كسر صمته، فهو يعيش حالة ارتباك شديدة لثلاثة أسباب؛ أولا: بسبب النجاح الباهر الذي حققناه في عملية درع الشمال، فهو وعناصره بذلوا جهودا جبارة في السلاح المفاجئ الذي تشكله الأنفاق العابرة للحدود وفي حفرها. وعلى نقيض ما قاله، تم القيام بذلك خلال السنوات الأخيرة والأشهر الأخيرة، وفي غضون ستة أسابيع جردناه من هذا السلاح بشكل كامل".

Ad

وتابع: "السبب الثاني هو أن نصرالله مُربَك بسبب الضيق المالي الذي يعيشه. فالسياسة التي انتهجناها بهدف استئناف العقوبات على إيران تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل واضح وحاد، وهذا يلحق أضرارا جسيمة بمصادر التمويل التابعة لإيران ولوكلائها، وعلى رأسهم حزب الله". ورأى أن "السبب الثالث هو أن نصرالله يعيش حالة من الارتباك بسبب عزيمتنا"، مشدداً على أن "حزب الله يواجه القوة القاتلة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي". وختم: "صدقوني، لديه أسباب جيدة كي يريد أن يتجنب الشعور بقوة ذراعنا".

وكان نصرالله قال في مقابلته إن "مسألة الأنفاق أعطيت أكبر من حجمها، واصفا "التعاطي اللبناني على المستوى الرسمي من رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة بالمنسجم"، معتبرا أن "الإسرائيلي فشل في نقل المسألة إلى الأمم المتحدة".

ونوه نصرالله "بالموقف الرسمي في مجلس الأمن"، مسجلا "بإيجابية موقف دولة الكويت، وبتمايز الموقف الفرنسي عن الأميركي"، معتبرا أن "عملية درع الشمال فشلت".

وعن القمة الاقتصادية الأخيرة في بيروت، اعتبر نصرالله ان "النتائج الاقتصادية للقمة لا علاقة لها بمستوى الحضور، لكن انعقاد القمة والكلام السياسي الذي قيل عن حق العودة والموقف اللبناني الجريء حول الطلب بعودة سورية الى الجامعة العربية مهم"، مؤكدا انه" من حيث المجموع كانت قمة معقولة موفقة، والمهم فيها الجانب الاداري والسياسي، وخصوصا التطور في الموقف من ملف النازحين".

وعن العلاقة بين الحزب و"التيار الوطني الحر"، شدد نصرالله على ان "علاقتنا مع فخامة الرئيس ميشال عون هي على ما هي عليه من المودة والتوافق، والحرص على هذه العلاقة هو حرص شديد".

وأضاف: "هناك تواصل بيني وبين رئيس الجمهورية لحل أي التباس، وما عزز الصداقة معه ومع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل هو ما حصل في عدوان تموز 2006 والتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني ما زال قائماً وصامداً".

ونفى نصرالله ما يتردد عن "تغيير اتفاق الطائف والمثالثة"، معتبرا انه "أمر لا أساس له، ونحن الشيعة لم نطالب بالمثالثة أبداً في لبنان ولم نتحدث عنها بالمطلق".

وعن تشكيل الحكومة، شدد على اننا "مصرون على تشكيل حكومة، فمصلحة الشعب اللبناني أن تُشكل حكومة في أسرع وقت ممكن، وقدّمنا كل التسهيلات منذ اليوم الأول".

وتابع نصرالله: "أحسنّا الظن، ولم نتوقع ان يتم التعاطي مع حلفائنا بهذه الطريقة، وأؤكد أن لا علاقة لإيران بتشكيل الحكومة وكذلك سورية، بالنسبة الى فريقنا لا مؤثر خارجيا".