مع تصاعد الضغوط الدولية التي تقودها الولايات المتحدة لتحجيم النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط، هدد نائب القائد العام لـ «الحرس الثوري» الإيراني، العميد حسين سلامي بمحو إسرائيل، وتحرير الأراضي المحتلة في حال أي حرب جديدة تشعلها تل أبيب بالمنطقة.

وقال سلامي، خلال ملتقى في طهران أمس، إن استراتيجية إيران هي محو «الكيان الصهيوني من على الخريطة السياسية».

Ad

وأعلن أنه إذا اتخذت إسرائيل أي إجراء لـ «شن حرب ضدنا، فسيؤدي بالتأكيد إلى القضاء عليها وتحرير الأراضي المحتلة».

وأوضح رداً على سؤال حول إعلان إسرائيل استهداف مواقع تابعة لطهران في سورية: «إن استراتيجيتنا هي محو إسرائيل من الجغرافيا السياسية في العالم، وباعتقادنا أنها تقرّب نفسها من هذه الحقيقة من خلال الممارسات الشريرة التي تقوم بها».

وتابع: «في حال استمرار إسرائيل بممارساتها الشريرة فلن يكون للصهاينة في فلسطين حتى مقبرة لدفن جثث قتلاهم».

إلى ذلك، نفى «​الحرس الثوري» على لسان المتحدث باسمه رمضان شريف، أمس،​ سقوط 12 إيرانياً في الضربات الإسرائيلية الأخيرة. وكان مصدر أكد لـ «الجريدة» أن موسكو علمت من تل أبيب بموعد الضربات وأبلغت طهران مسبقاً، وأن الإيرانيين أخلوا جميع المواقع، ولذلك لم يسقط ضحايا.

نفي وتفعيل

في غضون ذلك، نفت طهران إجراء محادثات سرية مع فرنسا بشأن برنامجها للصواريخ البالستية بعدما قالت باريس، إنها مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على طهران إذا لم يتم إحراز تقدم في المحادثات الأوروبية بشأن البرنامج.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس: «ليس هناك محادثات سواء سرية أو غير سرية بشأن برنامجنا الصاروخي مع فرنسا أو أي دولة أخرى». وأضاف قاسمي: «برنامجنا الصاروخي دفاعي نناقشه فقط داخل البلاد. لا يمكنني تأكيد إجراء أي محادثات سرية مع فرنسا بشأن برنامجنا الصاروخي».

وتابع: «نتحدث عن قضايا إقليمية وسياسية مع فرنسا. لكن قدراتنا الصاروخية ليست قابلة للتفاوض. قلنا ذلك مراراً خلال محادثاتنا السياسية مع فرنسا».

وفي تصريح منفصل، أكد قاسمي، أنه «لم يكن هناك تفاوض علی قدرات إيران الدفاعية والعسكرية مع الجانب الغربي»، قائلا: «قلنا بصوت عال إننا لن نتفاوض حول الصواريخ».

واعتبر المفاوضات الإیرانیة- الأوروبية مجرد مفاوضات سياسية واقتصادية.

الآلية الأوروبية

جاء ذلك في وقت أكد مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى لـ «الجريدة»، أن الدول الأوروبية باتت جاهزة لإعلان تشغيل الآلية المالية الخاصة بتفادي العقوبات الأميركية.

وأوضح المصدر أن مركز الآلية ستستضيفه فرنسا وترأسه ألمانيا وتشغله بريطانيا، لكنه لفت إلى أن إعلان بدء التشغيل يأتي كخطوة سياسية من جانب أوروبا لدعم حكومة الرئيس حسن روحاني، ولا يعني سريان التعاملات المالية مع طهران على الفور، لأن المركز سيحتاج إلى مدة أطول كي يستطيع التغلب على مشاكل تقنية.

وكانت إیران في الأشهر الأخیرة تبذل جهودها من أجل إعادة النظر في نظامها المالي والمصرفي وتبني قوانين غسل الأموال لاسترضاء البلدان الأوروبية لتنفيذ الآلية المالية «SPV» في أقرب وقت ممكن، والحد من عواقب استئناف العقوبات الأميركية، لكن الجهود التي يقودها الرئيس حسن روحاني اصطدمت بمعارضة قوية من الجناح المتشدد في النظام الذي يتخوف من تأثير الاتفاقية على قدرة تمويل الميليشيات الموالية لطهران بالمنطقة.

ميركل والجولان

وجاء التهديد الإيراني لإسرائيل بعد ساعات من تأكيد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «حق إسرائيل الكامل» في الدفاع عن نفسها من «خطر طهران»، قائلة إن «برلين تعمل على منع اقتراب أي قوات إيرانية من الجولان».

وذكرت ميركل، في حديث مع إذاعة «كان» الإسرائيلية أمس الأول بمناسبة ذكرى إحياء محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، أن «طهران تنتهج سياسات تشكل خطراً على تل أبيب»، مشددة على أنه «من المهم والصحيح بالنسبة لإسرائيل تطبيق مصالحها الأمنية». وفي معرض تعليقها على الغارات الإسرائيلية على سورية، قالت المستشارة: «يجب على إسرائيل الدفاع عن وجودها، والوضع في سورية يشكل بالتأكيد خطرا عليها».

وتابعت: «لهذا السبب نعمل، مثلا، على ضمان عدم ظهور أي قوات إيرانية على مقربة من الجولان»، مؤكدة أنها بحثت هذا الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واعترفت إسرائيل مؤخرا بشنها مئات الغارات على مواقع في سورية، قالت إنها تابعة لإيران.

تدابير الإمارات

من جانب آخر، قال وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف، إن الحكومة الإماراتیة، على الرغم من العلاقات الاقتصادیة الواسعة مع إیران، دخلت مرحلة مواجهة غیر مقبولة ضد الجمهوریة الإسلامیة بسبب ما وصفه بـ «أخطاء سیاسیة واستراتیجیة لمسؤولیها». وذكر الوزير أن بلاده اتخذت تدابير بعد خطوات حكومة الإمارات بشأن تجار يعتقد أنهم ساعدوا طهران في تفادي العقوبات الأميركية.