رغم التشكيك الروسي المتواصل في نية واشنطن الانسحاب الكامل من سورية تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب، وصل 600 جندي أميركي إلى قاعدتَي خراب عشك وصرين شرق ​نهر الفرات​ للمساعدة وتأمين عملية الانسحاب.

وأفادت مصادر محلية وكالة «الأناضول» التركية الحكومية بأن القاعدتين الأميركيتين في رميلان وتل بيدر في ​محافظة الحسكة​ ستستخدمان لنقل العتاد الثقيل جواً.

Ad

إلى ذلك، وبعد مباحثات موسعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف شملت خصوصاً الوضع في جنوب سورية والحل السياسي، أعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي أن المملكة لن تسيطر أو تراقب قاعدة التنف في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني في بادية الشام بعد انسحاب واشنطن منها، وأن جيشها سوف يحمي حدوده، ولن يعبر إلى داخل سورية، آملاً عقد محادثات ثلاثية تضم روسيا للاتفاق على ترتيبات تضمن الأمن على الجانب الآخر.

وغداة دعوة رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة نظيره السوري حمودة صباغ إلى مؤتمر البرلمان العربي، أعلن الصفدي أن حركة الطيران المعلقة إلى دمشق وحلب منذ عام 2012 ستستأنف فور تلقي الخبراء الفنيين ضمانات من السلطات السورية بوجود المستوى المطلوب من السلامة.

وخلال لقائه نظيره الكازاخستاني خيرات عبدالرحمنوف، كشف وزير الخارجية الروسي، أمس، عن عقد الاجتماع الحادي عشر من مسار أستانة حول سورية منتصف الشهر المقبل في العاصمة الكازاخستانية، مبيناً أنه تم التوصل لاتفاق على عقد قمة لقادة الدول الثلاث الضامنة للمحادثات في الشهر نفسه.

وإذ جدد أشارته إلى إمكان استخدام أنقرة ودمشق اتفاقية أضنة لتوفير الأمن على الحدود، اعتبر لافروف أن موسكو مستعدة للاستمرار في اتفاق خفض التصعيد في إدلب، لكن «جبهة النصرة»، سابقاً، تواصل خرقه، مشدداً على ضرور عودة المحافظة لسيطرة الرئيس بشار الأسد.

وفي تركيا، أوضح الرئيس رجب طيب إردوغان أن هدف إقامة مناطق آمنة شمال سورية هو إعادة نحو أربعة ملايين لاجئ سوري، إضافة إلى نحو 300 ألف عادوا بالفعل، مؤكداً: «سنحقق السلام والاستقرار والأمن في منطقة شرق الفرات قريباً، تماماً كما في مناطق أخرى، وسنطهّر المنطقة من عناصر داعش، ومن يتم تدريبهم ضد تركيا»، في إشارة إلى الوحدات الكردية المدعومة أميركياً.

وفي تحدٍّ لإردوغان، ضاعفت قوات سورية الديمقراطية (قسد) عناصرها في منبج. وأوضح مجلس المدينة العسكري أن ذلك يأتي مع التطورات الأخيرة في المنطقة، والتهديدات التركية، مشيراً إلى أن الشباب الملتحقين بأكاديمياته يتلقون تدريبات عسكرية على مختلف أنواع الأسلحة، ليكونوا جاهزين لصد أي عدوان.

وتحاصر «قسد» حالياً «داعش» في منطقة تبلغ مساحتها 4 كلم قرب الحدود العراقية، وتستعد للتقدم ضده بعد «إتمام التحضيرات اللازمة».

وتوقع قائد عمليات القوات ذات الأغلبية الكردية في منطقة هجين هفال روني أن تنتهي السيطرة الجغرافية للتنظيم قريباً «ويبقى التمشيط والتخلص من الفلول والألغام، وهذا يحتاج بعضاً من الوقت».

داخلياً، كثّف النظام خلال الأيام الماضية دعوات الاحتياط لتشمل لأول مرة فئة الشباب من مواليد السبعينيات. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأول، تسجيلات من أمام شعبة المزة للتجنيد بدمشق، تظهر سحب المئات من الشباب للخدمة العسكرية.

كما أدرج النظام جمعيات ومنظمات وأحزاب سياسية على قوائم الإرهاب تركز عمل الأغلبية منها منذ عام 2011 في الشق الإنساني والعمل الخيري.

ويرتبط تصنيف النظام بقائمة أخرى لهيئة مكافحة غسل الأموال ومكافحة الإرهاب أدرجت فيها شخصيات رفيعة المستوى من مختلف الجنسيات العربية والغربية.